حوالى ٢٣٠ م بعد أن أرّخت في القرن الأوّل ، والطبوغرافيا المسيحية (١) لكسماس إنديكوبلاستاس (حوالى ٥٥٣ م) ، وتمثل هذه الكتابات معرفتنا فيما يتعلق بأثيوبيا والقرن الشرقي لإفريقية. في الجملة يبرز لنا هذا العرض المختصر نوعين من اختلال التوازن. أمّا اختلال التوازن الأول فيتعلّق بالمصادر المكتوبة بالمقارنة مع أنواع الوثائق الأخرى ، ويتعلّق اختلال التوازن الثاني بمعرفتنا لمصر مقارنة مع معرفتنا لبلاد النّوبة والعالم الأريتري.
المغرب القديم
نشأ تاريخ بلاد المغرب المكتوب عن الالتقاء بين قرطاج وروما ، وهو ما يعني أنه لم يوجد بحوزتنا أي شيء مهم سابقا عن القرن الثاني قبل الميلاد ، وهي إشارات متفرقة عند هيرودوت طبعا ، وكتب أخرى لمؤرخين إغريق. وندين بمعرفتنا للفترة البونيقية في الحقيقة إلى الآثار والنقائش. ومن جانب آخر ، فإن تاريخ قرطاج قبل هنبعل كما هو الشأن فيما يتعلق بصراعها مع روما ثم بقائها المؤقت لا يعود تقريبا في شيء إلى المصادر البونيقية المكتوبة.
__________________
المؤلف الأساسي ليوسف كامل Monumenta Cartographica Africae et Aegypti, Le Caire et Leyde, ٦٢٩١ a ١٥٩١. ٦١ Vol.
ونحن نأمل أن يعاد نشر هذا العمل بنفس نقدي جديد ومهم.
(٢) نشره مولّر Muller, Geographi Graeci minores, Paris, ٣٥٨١, t. I.
وأعاد نشره جلمار فرسك Hialmar Frisk في غوتبورغ سنة ١٩٢٧.
وقد سبق نشر هذا الكتاب المهمّ منذ القرن السادس عشر في ١٥٣٣ ثم في ١٥٧٧.
(١) كسماس Cosmas هو رحالة زار أثيوبيا وجزيرة سومطرا ، ويوجد مؤلفه ضمن «آثار آباء الكنيسة اليونانية» لميني Patrologie grecque de Migne ,LXXXVII. وهذه المجموعة لا بدّ من الاطلاع عليها بالنسبة إلى الفترة القديمة إلى جانب آثار آباء الكنيسة اللاتينيةPatrologie Latine لنفس المؤلف ميني. وقد نشر مؤلف كسماس بطريقة جيدة وفي ثلاثة مجلدات في دار سيرف Cerf ، باريس ١٩٦٨ ـ ١٩٧٠. ونشير إلى أن أهمية اطلاعنا على انتشار المسيحية في أثيوبيا يرجع إلى كتاب : Historia Ecclesiastica de Rufinus in : Patrologie Grecque de Migne ، الذي يعطي ترجمة لاتينية دائما.