ويمكن أن نرتب في نفس الصّنف ـ الوثائق الأرشيفية الخاصة ـ وهي عقود الوقف الكثيرة بالنسبة إلى عهد المماليك والمحفوظة بمحكمة الأحوال الشخصية بالقاهرة (١) ، وكذلك ومن دون شك ، فتاوى العهد الحفصي.
ب ـ وعلى العكس من ذلك ، وبين المجال الخاص والمجال العمومي ، كانت وثائق الأرشيف المتعلقة بمصر وبلاد المغرب والتي تعود إلى القرن الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر ميلادي ، والموجودة في البندقية وجنوة وبيزا وبرشلونة ، قد وقع الحفاظ عليها في الأرشيف العمومي والأرشيف الخاص. وهي تتألف من معاهدات وعقود ورسائل تهتم عادة بالعلاقات التجارية ، البعض منها فقط نشره أماري Amari وماس لاتري Mas ـ Latrie (٢) ، وهي توفر في مجموعها مادة وثائقية قابلة لتوسيع مجال البحث في حقل التاريخ الاقتصادي والاجتماعي.
ج ـ وليس لدينا تحديدا وثائق دولة تخص هذه الفترة ، ولكن توجد قطع رسمية مرابطية وموحدية ، حفظت ونشرت فألقت أضواء جديدة على الإيديولوجيا والمؤسسات التي أفرزتهما هاتان الحركتان الإمبراطوريتان (٣).
وفي هذا الصّدد ، يذكر العروي : «بدأنا نعرف الموحّدين من الداخل ، ولذلك فإن التاريخ الديني والسياسي لهذه السلالة لم يعد مستحيل الكتابة» (٤). وفي عهد أكثر تأخرا تعترضنا في مصر موسوعات
__________________
(١) Rabie ,٢٧٩١ ,pp.٦ ـ ٨ et ٠٠٢.
(٢) Amari, I Diplomi arabi del R. Archivio Fiorentino, Florence, ٣٦٨١; Mas ـ Latrie, Traites de paix et de commerce et documents divers concernant les relations des Chretiens avec les Arabes d\'Afrique Septentrionale au Moyen Age, Paris, ٦٦٨١, Supplement ٢٧٨١.
(٣) رسائل رسمية مرابطية ، نشرها ح. مؤنس وأ. م. مكّي ؛ سبع وثلاثون رسالة موحدية نشرها وترجمها ليفي بروفنسال؟؟؟ ، الرّباط ، ١٩٤١ ؛ البيدق ، رسائل غير منشورة عن التاريخ الموحدي ، نشرها وترجمها إلى الفرنسية ليفي بروفنسال؟؟؟ ، باريس ، ١٩٢٨.
(٤) A.Laroui ,٠٧٩١ ,p.٢٦١.