ذلك الكتاب (١) .
ومنها : مشارق الشموس في شرح الدروس ، للمحقّق الكبير السيّد حسين الخوانساري ( ١٠٩٨ هـ ) فإنّه وإن لم يبرز منه إلّا كتاب الطهارة ، لكنّه مشحون بتحقيقات اُصوليّة يحكيها عنه المتأخّرون ، مثل الشيخ الأعظم الأنصاري . وذكر المحقّق التستري : أنّ الوحيد البهبهاني قد يعبّر عن الخوانساري باستاذ الكلّ في الكلّ (٢) .
ثم في أواخر القرن الثاني عشر وجد المسلك الأخباري نفسه وجهاً لوجه أمام بطل الاجتهاد العملاق وفذّه المقدام ، طود العلم الشامخ ، الاُستاذ الأكبر ، وحيد الدهر وفريد العصر ، مولانا العلّامة محمّد باقر البهبهاني ( ١٢٠٦ هـ ) الذي كرّس غاية جهوده لأجل عزل هذا المسلك وإضماره ، فكان أن نال من التوفيق ذروته ، ومن النصر أعزّه وأبهاه .
وقد وصفه المحقّق التستري بقوله : شيخنا العظيم الشأن ، الساطع البرهان ، كشّاف قواعد الإسلام ، حلّال معاقد الأحكام ، مهذّب قوانين الشريعة ببدائع أفكاره الباهرة ، مقرّب أفانين الملّة المنيعة بفرائد أنظاره الزاهرة ، مبيّن طوائف العلوم الدينيّة بعوالي تحقيقاته الرائقة ، مزيّن صحائف الرسوم الشرعيّة بلآلئ تدقيقاته الفائقة ، فريد الخلائق ، واحد الآفاق في محاسن الفضائل ومكارم الأخلاق ، مبيد شبهات اُولي الزيغ واللجاج والشقاق علىٰ الإطلاق بمقاليد تبيانه الفاتحة للأغلاق الخالية عن الإغلاق ، الفائز بالسباق الفائت عن اللحاق . . . (٣) .
__________________
(١) انظر الكنىٰ والألقاب ٣ : ٨ .
(٢) انظر مقابس الأنوار : ١٧ .
(٣) مقابس الأنوار : ١٨ .