بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله بجميع محامده كلّها علىٰ جميع نعمه كلّها ، ثمّ الصلاة والسلام علىٰ أشرف أنبيائه وخاتم رسله وخير بريّته محمّد المصطفىٰ وآله الأطياب الأطهار .
أمّا بعد ، فإنّ الله قد شرّف الفقه وجعله أفضل العلوم ، وأمر بتعلّمه وتعليمه بنصّ القرآن الكريم وعلىٰ لسان نبيّه الأمين وعترته الميامين .
ولقد استطاعت المؤسّسة الفقهيّة الشيعيّة ـ وبفضل ديمومة عطائها ، وعظم حيويتها ، وتكريسها لحركة الفكر والعقل ـ أن تكون الرائد الذي لا يجارىٰ في هذا المضمار ، ابتداءً بمدرستي المدينة المنوّرة والكوفة وما ثبّته أمير المؤمنين والصادقَين عليهمالسلام من الاُسس المتينة ، ومروراً بمدرسة الريّ ، ثم بغداد والنجف والحلّة وجبل عامل واصفهان والبحرين وكربلاء ، وانتهاءً بقم في عصرنا الحاضر .