الفعل ، ألا ترى أنك تصرف يربوعا فلو كان يضروب بمنزلة يضرب لم تصرفه ، وإن سمّيت رجلا هراق لم تصرفه لأن هذه الهاء بمنزلة الألف زائدة وكذلك هرق بمنزلة أقم ، وإذا سمّيت رجلا بتفاعل نحو تضارب ثم حقّرته فقلت تضيرب لم تصرفه لانه يصير بمنزلة قولك في تغلب ويخرج الى ما لا ينصرف كما تخرج هند في التحقير اذا قلت هنيدة الى ما لا ينصرف البتّة في جميع اللغات ، وكذلك أجادل اسم رجل اذا حقّرته لأنه يصير أجيدل مثل أميلح ، وإن سمّيت رجلا بهرق قلت هذا هريق قد جاء لا تصرف.
[باب ما كان من أفعل صفة في بعض اللغات واسما في أكثر الكلام]
وذلك أجدل وأخيل وأفعى ، فأجود ذلك أن يكون هذا النحو اسما ، وقد جعله بعضهم صفة وذلك لأن الجدل شدة الخلق فصار أجدل عندهم بمنزلة شديد ، وأما أخيل فجعلوه من أخيل من الخيلان للونه وهو طائر أخضر وعلى جناحه لمعة سوداء مخالفة للونه وعلى هذا المثال جاء أفعى كأنه صار عندهم صفة وان لم يكن له فعل ولا مصدر ، وأما أدهم اذا عنيت القيد والأسود اذا عنيت الحيّة والأرقم اذا عنيت الحية فانك لا تصرفه في معرفة ولا نكرة ولم تختلف في ذلك العرب فان قال قائل أصرف هذا لأني أقول أداهم وأراقم فانت تقول الأبطح والأباطح وأجارع وأبارق وانما الأبرق صفة ، وانما قيل أبرق لأن فيه حمرة وبياضا وسوادا كما قالوا تيس أبرق حين كان فيه سواد وبياض ، وكذلك الأبطح انما هو المكان المنبطح من الوادي وكذلك الأجرع انما هو المكان المستوي من الرمل المتمّكن ، ويقال مكان جرع ولكن الصفة ربما كثرت في كلامهم واستعملت وأوقعت مواقع الأسماء حتى يستغنوا بها عن الاسماء كما تقول الأبغث وانما هو من البغثة وهو لون ، ومما يقوّى أنه صفة قولهم بطحاء وجرعاء وبرقاء فجعلوا مؤنّثه كمؤنّث أحمر.
[باب أفعل منك]
اعلم أنك انما تركت صرف أفعل منك لأنه صفة فان سميت رجلا بأفعل هذا