أسفل الطبقة المعروفة بطبقة الحضارة الأورينيّة السفلى ، حسب المصطلح الأركيولوجي القديم. وهذه الحضارة ، هي تلك التي ظهرت في أعقاب حقبة انتقال الإنسان من دور الأدوات الحجرية إلى الرقائق العائدة إلى طبقة الحضارة الأفلوزية ـ الموسترية العليا. ويقول د. فيليب حتّي إنّ هذا الصبيّ المكتشف هيكله في كسار عقيل ، كان يعيش في إنطلياس منذ ٢٥ ألف إلى ٣٠ ألف سنة ، وهو لا يختلف بشكله وملامحه المتوسّطية عن أيّ صبيّ آخر يعيش في الأزمنة الحديثة.
وفي مغاور تجاور كسار عقيل ، كمغارة البلّانة ومغارة ورّع ، وجدت عظام حيوانات عاشت في وادي إنطلياس ، منها الغزال والضبع والثعلب والبقرة والماعز البرّيّ. وأقدم هذه البقايا الحيوانيّة عظام الكركدنّ وعظام حيوانات أخرى أكثر بدائيّة. وقد حفظت هذه المغاور أيضا أصدافا حلزونيّة وجدت متحجّرة ومتلازمة مع عظام أخرى يبدو أنّها كانت قد سحقت لاستخراج النخاع منها ، وأكثر هذه الحلزونيّات التي كانت تشكّل قوتا للإنسان ، كانت تعيش على اليابسة ، واسمها العلمي HELIX ، وهناك من بينها نوعان بحريّان أيضا هماTROCHUS وPATELLA.
هذه الآثار للإنسان السابق للتاريخ ، جمع منها الكثير وحافظ عليها شاعر من إنطلياس ، إسمه قبلان مكرزل ، جعل من بيته في الوادي العريق متحفا يزوره القريب والغريب ، فعوّض ولو بجزء عن حملة الإفناء التي شنّتها كسّارات الحصى على وادي إنطلياس فأكلت الجبال وأكلت التاريخ ، وأثمن ما يمكن أن يحتفظ به بلد ضمن إطار مرافقه السياحية.
وتغيب آثار الحقبة الفينيقيّة عن إنطلياس لتظهر بقايا رومانيّة قوامها نصبّ أقامه الرومان في إنطلياس على الطريق الرومانيّة الي كانت تصل نهر