يزال وجه الحجر أسما لبلدة في قضاء البترون قريبة من أنفه. ولا ندري على ماذا اعتمده الأبوان حبيقة وأرملة ليجعلا معنى إسم أنفه" شجرا كبيرا يصنع من ثمره الدبق". أمّا نحن فنعتقد مع الإدريسي أنّ اسمها منسوب إلى رأسها الحجريّ الداخل في البحر على شكل الأنف.
أمّا تلّة العرب فمنسوبة إلى عشيرة العليوت من العشائر السوريّة التي قدمت لبنان منذ زمن بعيد ، وحصلت على الجنسيّة اللبنانيّة وتوطّنت هذه التلّة فنسبت إليها.
عرفت أنفه نشاطا للشعوب التي تعاقبت على الشاطئ اللبنانيّ منذ أقدم الأزمنة وفي مختلف مراحل التاريخ ، وقد تركت تلك الشعوب آثارا لها على شاطئ البلدة كالكهوف والمعابد والصهاريج والدهاليز والأدراج والأبراج ومعاصر الزيت والخمر والمخازن والممرّات والخنادق المحفورة في الصخر. وإنّ كثرة المعاصر وانتشار الجرار الخزفيّة وبقايا الأواني المتنوعة في أشكالها المختلفة في بحر أنفه وبرّها تدلّ على أنّ رأس أنفه وامتداداته البريّة شمالا وجنوبا كانت مركزا صناعيّا تجاريّا ، وتدلّ تحصيناته على أنّه كان أيضا مقرّا للسلطة وحصنا لها.
لا شكّ في أنّ أنفه كانت مقرّا للفينيقيّين مارسوا فيه صناعة السفن وصيد الأسماك والإبحار. والثابت من خلال الآثار أنّها كانت مقرّا للرومان والبيزنطيّين حتّى الفتح العربيّ ، ثمّ أصبحت مقرّا للصليبيّين في حقبة من المراحل التاريخيّة. والدليل على كلّ ذلك الكنائس العديدة التي بناها البيزنطيّون والصليبيّون والتي تهدّم قسم كبير منها ولم يبق قائما منها سوى ثلاث هي : كنيسة سيّدة الريح وكنيسة مار سمعان البيزنطيّتان ، وكنيسة القدّيسة كاترينا الصليبيّة. فقد سقطت حلبا وأنفه والبترون بيد" برتراند"