الإسم والآثار
الجزء الثاني من الإسم عربي. أما الجزء الأول فرجّح باحثون أن أصله" قبل QIBL " تحريفا لQBUOL السريانية التي تعني : قبالة. فيكون معنى الإسم : مقابل السقي ، أو" قبال السقي" بالعاميّة. أما فريحة فقد ردّ الجزء الأوّل من الإسم إلى جذر" أبل" السامي المشترك الذي يحتمل عدّة معاني ومنها" المرج والأرض الزراعيّة" وانتهى إلى ترجيح أن يكون معنى" إبل" ، المرج أو الأرض المسقيّة ، وأن يكون الجزء الثاني تعريبا للجزء الأوّل. وذلك من دون أن يهمل احتمال أن يكون أصل الإسم ABBIL ـ SAGGE أي الناسك لابس المسوح. وقد ورد في العهد القديم خمسة أسماء أمكنة تبدأ ب" إبل". واعتبر بعضهم أنّ أحد هذه الأسماء : " آبل المياه" ، هو إسم إبل السقي بالذات. ولا نستبعد هذه الامكانيّة إذ قد يكون معرّبو التوراة قد ترجموا الإسم إلى إبل المياه بدل إبل السقي. ومن شأن هذه الفرضيّة أن تفيد عن عراقة البلدة وقدمها. وما يؤكّد على هذه العراقة آثارها القديمة التي منها رابية" القبيبة" المشرفة على نبع البلدة لجهة الجنوب والمطلّة على فلسطين. وقد أجمع علماء الآثار على أنّ إبل السقي كانت مأهولة في العهد الرومانيّ. أمّا مقبرة اليهود الأثريّة فيها فيقال إنّها كانت مقصدا لليهود يأتون بموتاهم إليها من جميع الأماكن لدفنهم على شرفة مطلّة على ما يعتبرونه" أرض الميعاد". وقد تنصرّت إبل السقي باكرا بحسب القرائن التاريخيّة ، ويبدو أنّها كانت إحدى البلدات التي وصلتها دعوة التوحيد الدرزيّة باكرا ، فعلى رابية" التلّ" لجهة الغرب ، من البلدة ، استشهد" الداعي" حوالي العام ١٠٤٠ م. وهو من طرابلس الغرب ، وكان أوّل شهداء" الدعوة التوحيديّة". وفي عهد الإمارة بعد الفتح العثماني ، دخلت إبل السقي في ظلّ حكم الشهابيّين لوادي التيم ، وإليها إلتجأ بعض الأمراء المعنيّين بعد معركة سوق الخان الشهيرة بين الكجك أحمد