إلى الآن. ولم يعد يصير فيها حوادث إلّا حين ذهاب أهلها لمحاربة قوّاد الملك مريق ومريقان" (معركة الموارنة ضد موريق وموريقيان في موضوع أميون ٦٩٤ م.).
خارج ما جاء في هذا المخطوط ، فإنّ بعض الباحثين يؤكّد على أنّ الرومان الموسورين قد اتّخذوا لهم مقرّات صيفيّة في الجبال التي ظهرت فيها آثار تنبئ بذلك مثل قرطبا والعاقورة وتنورين وإهدن. ويقول سمعان خازن في تأريخه لإهدن" إنّ الإهدنيّين كانوا أوّل من اعتنق المسيحيّة ، ودكّوا هياكل الوثنيّة ، ورفعوا على أنقاضها الكنائس والمعابد. وأوّل كنيسة شادها المواطنون كنيسة على اسم مار ماما الشهيد (+ ٢٧٤) ، وكنيسة مار جرجس القديمة". ويؤكّد مؤرّخو السريان على أنّه" عندما اعتنق الإهدنيّون الدين القويم كانت إهدن مأهولة بالسريان. وقد اعتاد السريان تسمية البيعة الواحدة بأسماء متعدّدة ، لذلك سمّيت بيعة إهدن بإسم" مار أبحاي" وهو القدّيس الذي ولد في ماردين وعاش في عهد ثئودوسيوس الكبير (٣٧٩ ـ ٣٩٥) علاوة على اسم العذراء مريم واسم مارجرجس ، لذا لا مجال للإرتياب في أنّها بيعة سريانيّة بحتة ، لأنّ مار ابحاي لا أثر لذكره إلّا في كلندار السريان دون سائر الكلندارات البيعيّة شرقا وغربا".
لا تترك الآثار الباقية في إهدن أيّ مجال للشكّ في أنّها قد عرفت وجودا صليبيّا. من تلك الآثار حصن في رأس جبلها تقوم على أنقاضه كنيسة سيّدة الحصن اليوم ، بناه الصليبيّون لتأمين المرور والمراقبة وأعمال الحماية. وقد هدم هذا الحصن بحسب المدوّنات" عساكر المماليك التي اجتاحت المنطقة سنة ١٢٨٣ إثر مهاجمة الصليبيّين طرابلس سنة ١٢٦٤ في عهد الملك المملوكي الظاهر يوم اعتصم الإهدنيّون في القلعة التي في وسطها إلى أن