عدد أهالي أفقا المسجّلين حوالى ٠٠٠ ، ٢ نسمة ، أكثريّتهم الساحقة من أبناء الطائفة الشيعيّة ، والباقون موارنة ، بيد أنّ القسم الأكبر من أهاليها يسكن كنيسة البقاع والضاحية. ويعيش معظم أهالي أفقا فيها ولا يغادرونها صيفا ولا شتاء. أمّا الذين هجروها إلى ضواحي العاصمة فلجأوا إلى هذا الخيار قسرا مطلع حرب ١٩٧٥ بعدما أقفلت الطرقات وارتفعت الحواجز وصار بلوغ الساحل شبه مستحيل. وبعد أن عادت الحياة إلى طبيعتها إثر انتهاء الحرب أضحى أهالي البلدة يعيشون معاناة من نوع آخر بسبب فقدان القرية إلى مقوّمات العيش الكريم ، وهي لم تعرف أي تطوّر منذ نشأتها ، فبيوتها لا تزال كما كانت من الخارج ، واقتصر تحسينها على الداخل ، ولا يزال جزء كبير منها من دون دور للمياه. ويعود أساس الأزمة في أفقا إلى أوضاع الأهالي الإقتصاديّة المتردّية ، ممّا جعلهم غير قادرين على تطوير بلدتهم وحياتهم ، كما أن أبناءها الذين غادروها مطلع الحرب استقرّوا في الضاحية الجنوبيّة ، ولا يخفى على أحد أوضاع المقيمين هناك ، ما يعني أن لا أموال تدخل أفقا ، بل كلّ ما يجنيه الأهالي لا يكاد يكفي بدل لقمة العيش. ويعتاش المقيمون في القرية من الزراعة ، فيعملون صيفا ويرتاحون شتاء ، وعند حصول أيّة نكبة وخيمة ، يتعرّضون للعوز.
من أهمّ الإنجازات التي شهدتها مؤخّرا إكمال شقّ وتعبيد الطريق التي ربطتها برسم الحدث وشمسطار ، ما شكّل انفراجا نسبيّا لمجتمع القرية الشيعيّ الذي يتوزع بين أفقا والبقاع.
الإسم والآثار
ذكر فريحة أنّ جذر" أفق" السامي المشترك يفيد عن الإحاطة والتسوير والحمى ، علما بأنّ أفقا كانت حمى لأدونيس ، وإن كان هنالك تفسير آخر يورد