مترين ، تمثّل أسدا يقف على قائمتيه الخلفيّتين ، ويضع قائمته اليمنى الأماميّة على كتف رجل ، ويرفع الأخرى في وجهه ، والرجل يبدو وقد استلّ بيده اليمنى ما يشبه الخنجر ، يحاول طعن الأسد به ، ولم يبق من الرجل إلّا قبّعته المخروطيّة الشكل وسرواله والحذاء المعكوف ، وقد تعرّض الصدر والبطن للتخريب ، ويقال إنّ العابثين فجّروا الموقع بالديناميت ظنّا منهم أنّ وراء الصخرة كنوز. أمّا اللوحة الثانية فترتفع في الصخر عن اللوحة الأولى حوالى عشرة أمتار ، يطلق عليها الأهالي إسم لوحة النجمة والقمر.
في دراسة للأب موريس تالون عن منطقة جبل أكروم ، جاء أنّ الأمير موريس شهاب زار هذا الموقع عام ١٩٣٣ قبل أن يصبح مديرا للآثار ، ووضع وصفا للوحة الثانية فقال إنّها تمثّل رجلا يعتمر القبّعة المخروطيّة الشكل ، ويداه مرفوعتان في صلاة أمام الرموز الإلهيّة المتمثّلة في النجمة ذات الثمانية أضلع ، رمز الزهرة فينوس أو عشتروت ، وإلى جانبها القمر ، رمز الإله سن أو أدونيس. أمّا اللوحة في وضعها الحاليّ ، فلم يبق منها إلّا النجمة والقمر في جزئها العلويّ ، وتعرّضت للتخريب في أجزائها الباقية.
في الجهة المقابلة للوحتين ، فجوة في الصخر ، قيل إنّها مدفن قديم. ويصعب الدخول عبرها لأنّها معلّقة في الصخر الشاهق ، وأمامها مباشرة هوّة يبلغ عمقها ١٥ مترا ، في بداية جوفها صخر منحوت على شكل رائع ، وفي داخلها نواويس منحوتة في الصخر على امتداد أرضيّة المغارة وجدرانها.
إضافة إلى هذه الآثار ، يروي الأهالي أنّ التوغّل في مجرى نهر السبع يكشف عن غنى المنطقة بالمغاور المشابهة ، وإنّ قرى جبل أكروم تحتضن مغاور ومدافن عديدة ، منها مغارة هي من أهمّ المكتشفات الجيولوجيّة في عكّار.