للنشاط الإنسانيّ منذ أقدم العصور إلى اليوم من دون انقطاع. وذكر مؤرّخون أنّ أميون كانت في الماضي مثل جبل طارق : حصن جبل لبنان عند مدخل مضيق نهر قاديشا وعاصمة منطقة الكورة وحصنها الزائد عن المنطقة كلّها. وكانت مركزا للحراسة والعبادة في عهد الرومان ، ومن بقايا تلك الحقبة المعبد الذي يعرف اليوم باسم" جب لوقا". كما أنّ آثارها تدلّ على أنّها كانت ذات قلاع حربيّة ترجع بتاريخها إلى العصور البرونزيّة (راجع الكنائس أدناه)
وقد شهدت أميون في الأزمنة الغابرة أهمّ معركة حربيّة خاضها الموارنة ضد جيش الأمبراطور يوستنيان الثاني حوالى سنة ٦٩٤ موريق وموريقيان. والنصوص التاريخيّة تقول" إنّ هذا الإمبراطور ، بعد أن هدّمت جيوشه دير مار مارون على نهر العاصي ، تابعت زحفها لمحاربة الموارنة في جبل لبنان". ولمّا وصل الجيش البيزنطيّ إلى طرابلس ، خاف الأهالي وراحوا يعلنون عن التزامهم بما يأمر به الأمبراطور ، فضرب العسكر خيامه ما بين أميون وقرية الناووس ، وراح القائدان موريق وموريقيان ومعاونوهما يستقبلون أعيان تلك النواحي الذين جاؤوا حاملين الهدايا ومظهرين التعاون والترحيب ، مقابل الأمان ، فكان لهم ما طلبوا. بيد أنّ الأهالي وقعوا في حالة هلع بعد ما بلغهم خبر المذابح التي نفّذها أولئك البيزنط بأبناء بلدتهم على ضفاف العاصي ، فراحوا يستعدّون للمقاومة وسط الرعب. في هذا الوقت بالذات أقدم القائد البيزنطي لاونديوس في القسطنطينيّة على القبض على الأمبراطور يوستينيانوس وجدع أنفه ونفاه إلى الخرسون ، وقد وصلت أخبار هذا الانقلاب إلى قادة الجيش المرابض في طرابلس فوقع في بلبلة. والخبر نفسه شجّع الموارنة على مهاجمة الجيش البيزنطيّ ، " فتدفّقوا من الجبال على الأروام اندفاق الماء المنهمر والغيث المنحدر فقابلوهم في أميون حتّى قتلوا