كلمة بوتريس اليونانيّة معناها عنقود العنب وأنّ سبب هذه التسمية يعود إلى أنّ السهل الذي يمتدّ حوالي البترون كان مزروعا كرمة ومنه استمدّت الإسم الذي تعرف به ، ومع تطوّر الزمن انقلب الإسم من بوتريس إلى البترون. وأمّا الصليبيّون فسمّوهاLA BOUTRON. وبحسب فريحة والأبوين أرملة وحبيقة فإنّ أصل الإسم BET RUONA ، وهي عبارة آراميّة تعني مكان الرئيس والمقدّم. إلّا أنّ فريحة يستطرد بأنّه قد ورد في التوراة (صموئيل الثاني ٢ : ٢٩) إسم BITRON من جذر" بتر" أي قصّ وقطع ، ومن الجذر نفسه يشتقّون أيضا كلمة تعني الصخر ، والشاهق العالي ، وفي هذه الحالة يكون إسم البترون فينيقيّا قديما من جذر" بتر" ، ونحن نميل بشدّة إلى هذا التفسير مستندين إلى أهمّ أثر في البترون ، وهو سورها البحرّي المحفور في الصخر ، وهو سور فريد من نوعه ، من الطبيعيّ أن يكون سببا كافيا لتسمية المحلّة التي حفر فيها بالصخر المبتورBITRON.
تاريخها القديم
البترون مدينة أثريّة فينيقيّة غنيّة جدّا بالآثار ، جرت في بعض المواقع منها حفريّات أوليّة ، دلّت على أنّها أقدم بكثير ممّا كان يعتقد قبلا. فإنّ أرضها قد شهدت أنشطة لإنسان العصر الحجريّ الحديث على الأقلّ ، قبل أن تعرف بالبترون. فقد اكتشف في المغاور الواقعة قرب مصبّ نهر الجوز على مسافة بضع مئات الأمتار عن المدينة أدوات ظرّانيّة كالفؤوس والمثاقب والسكاكين والمخارز ، إلى جانب مجموعة كبرى من حجارة الظرّان ، عرض بعضها لزمن في متحف الأدوات الحجريّة الذي كان في مدرسة الأخوة المريميّين في البترون قبل نقلها إلى متاحف فرنسا. ومن شأن هذه المكتشفات أن تدلّ على أنّ تلك المغاور كانت مسكنا للإنسان الأوّل ، ومعامل لصنع الأدوات الظرّانيّة