أعجب هذا الأمير بابنة يعقوب ، وطلب يدها منه ، وأفهمه أن لا مجال للرفض لأنّه مصمّم على اتّخاذ ابنته زوجة له ، حتّى ولو كانت زوجة لسواه ، وأنّه سيلجأ إلى القوّة إذا رفض طلبه. فاستمهل يعقوب الأمير مدّة شهر ليهيّء الموضوع ، وعمد في قرارة نفسه إلى الإنتقام من وقاحة الأمير وتعرّضه للأعراض. وعلى أثر خطّة مدبّرة ، وبعد أن رحّل يعقوب عياله وعيال أنسبائه إلى جبيل ، فتك بالأمير وبرجاله الذين حضروا إليه في الموعد المحدّد ، وكان ذلك في ١٢ شباط سنة ١٦٢٤.
وتقول الرواية إنّ يعقوب الصليبيّ كان قد ابتنى له ولعياله دسكرة في أرض كفرقواص من بلاد جبيل ، بمساعدة صديقه أحمد حسن الغندور حاكم جبيل ، وعلى أثر الحادثة ، ورد أمر من الآستانة إلى هيأة الحكومة في طرابلس ، بوجوب القبض على يعقوب الصليبيّ وأولاده ورجاله أحياء أو أمواتا ، وأبلغت الحكومة الأمر إلى الأمير فخر الدين المعني ، كما أبلغته لسواه ، وعيّنت قائدا يدعى أحمد مصطفى الكردي ، ومعه ماية وخمسون فارسا ، للقبض على يعقوب وأولاده ، وكان قد بلغهم الخبر أنّهم في كفر قواص.
تغلّب يعقوب الصليبيّ ورجاله على عسكر الدولة ، غير أنّه عزم على مغادرة كفر قواص خوفا من بطش الحكومة به وبأولاده. فقصد كفر عقاب ، حيث يقيم أنسباؤه آل المعلوف ، وبمرورهم في القليعات ، بقي فيها أحد أبناء يعقوب وكان اسمه صليبا ، فتزوّج من ابنة مارونيّة أحبّها هناك ، واستوطن القرية ، ونشأت من سلالته أسرة صليبا المارونيّة فيها.
وصل القوم الى كفر عقاب ، واجتمعوا بأنسبائهم ، فكان الفرح عظيما وحلّ يعقوب وقومه بينهم على الرحب والسعة. وتقول الرواية إنّه بعد شهرين ، أراد