سنة ١٦٣٢ ، غزا بتغرين بنو فوارس اللمعيّون ، وتسلّطوا على الأرض زاعمين بأنّ سويد لم يدفع ثمنها ، وبأنّ الحجّة التي بيده لا تنطق بأنّ الثمن قد دفع لهم ، وقبض نواطير بني فوارس على أسعد بن سويد بينما كان يرعى مواشيه ، واقتادوه مكبّلا الى فالوغا ، حيث يقيم أمراؤهم ، وسجنوه هناك ، وعندما علم أهل بتغرين بالأمر ، توجّه وفد منها إلى فالوغا يرجو إطلاق سراح أسعد سويد ، ولكنّهم لم يفلحوا ، وكان بنو فوارس يجلدون أسعد كل يوم ويذيقونه العذاب ، ويقول بن فرح : " إنّ أسباب اعتداء بني فوارس على بتغرين هو أنّهم احتاجوا إلى المال ليقدّموه إلى نائب الدولة الذي كان قد احتلّ بيوتهم لشكوى عليهم من أحد أمراء الغرب من قبيلة معادية لهم ، فقام بنو فوارس واعتدوا على هذا الأمير وأملاك النّاس ، عائثين بالبلاد فسادا ، وكان ابن معن ضدهم فعادوه أيضا. وكانوا قد سمعوا عن المقدّم يعقوب الصليبي وغناه ، فظنّوا أنّه سيدفع لهم كلّ ما يطلبونه لأنّه ليس بمقدوره أن يقاومهم. وقد قويت عندهم فكرة التعدّي بعد أن رأوا كثرة أمواله ، وهكذا تسلّطوا على الأرض ، لكنّ يعقوب كان يتربّص بهم تاركا الأمور لأوقاتها".
عندما وقع الخلاف بين الأمير المعنيّ وبني فوارس ، توجّه يعقوب وفرسانه إلى دير القمر ، وحصل على موافقة المعنيّ على أن يهاجم بني فوارس. وقد وقعت إثر ذلك معركة حامية بين بني فوارس من جهة ، ورجال يعقوب الصليبيّ وبعض رجال الأمير المعنيّ من جهة ثانية ، كان فيها الفشل من نصيب بني فوارس. إثر ذلك كتب الأمير المعنيّ إلى الباقين من بني فوارس يأمرهم بأن يقدّموا الحجّة ببيع الأرض كلّها إلى يعقوب الصليبي ، وأن يكونوا على استعداد لإجابة طلب أهالي بتغرين بكلّ عطل وضرر حصل لهم جرّاء اعتداءاتهم ، وأطلق سراح بن سويد على أثر انتصار أهل بتغرين في المعركة.