من أكبر المعامل في لبنان ، إذ كان يحتوي على ١٠٣ دواليب ، أمّا المعملان الآخران ، فكانت سعة كل منهما ثلاثين دولابا.
منذ العقد الثامن من القرن التاسع عشر ، بدأت هجرة لأبناء بتغرين راحت تتزايد نسبتها عاما بعد عام ، ولم تتوقّف الّا موقّتا في خلال سنوات الحرب العالميّة الأولى لتعود فتنشط من بعدها ، ولقد اتّجهت هجرة أبناء بتغرين نحو بلدان الأمير كتين.
في سنة ١٩٠٢ ، اتّصلت طريق العربات ببتغرين عبر بكفيّا من جهة ، وبسكنتا من جهة ثانية ، فعرفت ازدهارا في تصدير الإنتاج الزراعيّ والصناعيّ ، وأخصّه الحرير ، إذ كان معمل الحرير الكبير فيها ينتج في ذلك التاريخ ٨٦ بالة سنويّا.
يذكر المسنّون في البلدة من معاصري الحرب العالميّة الأولى أنّ بتغرين جاعت ، ولكنّها لم تتأثّر بالنسبة التي تأثّرت بها قرى كسروان وبعض قرى المتن ، إذ لم تفقد أكثر من عشر أبنائها ، ذلك بفضل نسبة مستوى إنتاج البلدة الزراعيّ الذي كان مزدهرا في ذلك التاريخ ، فكانت الإدّخارات العاديّة من المحاصيل لتنقذ أكثر أبناء القرية من المجاعة ، كذلك قصد قسم منهم سهول لبنان وحوران ، فتمكّنوا بذلك من النجاة.
بالرغم من أنّ معمل الحرير ، الذي توقّفت دواليبه طيلة سني الحرب العالميّة الأولى ، عاد فور الإحتلال الفرنسيّ للعمل ، فإنّ صناعة الحرير لم تعد على ذلك الإزدهار الذي كانت عليه في السابق ، فكانت البضائع الأجنبيّة تهدّدها بالإغراق ، وبالفعل ، فقد توقّف آخر الدواليب في العام ١٩٣٠. وقبل ذلك التاريخ كان عدد كبير من الشبّان الذين لم يغرهم المهجر ، قد اتّجه في