دير مار يعقوب الحصن : دير تابع للرهبانيّة المارونيّة اللبنانيّة ، يطلّ على ضفاف نهر الجوز وينابيع دلّي وشلّالات بساتين العصي ، تحت أكتاف قلعة الحصن التّاريخيّة ، شرقي بلدة بشتودار ، وغربي بلدة دوما ، وشمالي بلدة بشعلة. كان هذا الدير في العام ١٨٤٠ خرابا ، ويبدو من أخبار السريان المونوفيزيّين أنّهم كانوا قد بنوه قديما ورحلوا عنه بداية القرن السادس عشر عندما طرد الموارنة الرهبان المونوفيزيّين من الجبل اللبناني ، وفي العام ١٨٤٠ تسلمّت الرهبانيّة المارونيّة الدير بأمر من البطريرك الماروني واشترى له رئيس دير سيّدة ميفوق الأملاك المجاور وبوشر العمل على تجديده. وسنة ١٨٥٠ ألحقت به الرهبانيّة مزرعة بعتارة التي كانت تخصّ دير حوب والواقعة في جرود شاتين ـ بلعة ، وسنة ١٨٥٩ أضافت إليه بعضا من أرزاق دير قزحيّا في نواحي زاوية طرابلس ، وبنت له كنيسة صغيرة وبعض الغرف لسكن الرهبان وأقبية للمواشي. واستمرّ الرهبان يشترون الأراضي من المسلمين والمسيحيّين من أهالي بشتودار وعورا وداعل وبشعلي وبساتين العصي ودوما وبيت شلالا حتّى أصبح للدير من الأرزاق والممتلكات ما يزيد على المليوني م ٢ ، وراحوا يستصلحونها ويزرعونها بشتّى أنواع الأشجار المنتجة لهم ولجيرانهم موماشيهم. وفي سنة ١٨٥٩ قرّر البطريرك بولس مسعد إنشاء مدرسة للرهبان فعيّن دير مار يعقوب ديرا قانونيّا ومدرسة للعلوم العالية. وفي سنة ١٩٢٢ جرّت إليه مياه عين الحصن ، وجدّد بناء الدير سنة ١٩٢٩ في عهد الأب عبد الأحد خليفة ، وتمّ إصلاح الكنيسة والحارة على يد الأب مرتينوس طربيه الوكيل العام في حينه ، فباشر البناء الأب لورنسيوس الشبابي الذي كان أصبح رئيسا عامّا ، وانتهى العمل ١٨٦٢. ومن الأملاك التّابعة لهذا الدير عقار تمّ فرزه حيث أنشأت الرهبانيّة مجمّعا سكنيّا باسم المكرّم نعمة الله الحرديني ، يتألّف من أربعة مبان تضمّ