والثغور والفجوات". وبريصا قرية غنيّة بالمعالم الأثريّة ، منها بقايا حجارة ضخمة تنتشر في ساحة القرية يقال إنّها تعود إلى قلعة بيزنطيّة تهدّمت. وعلى صخرة محاذية للطريق الفرعيّة المؤدية إلى مرجحين أحرف مسماريّة آشوريّة ردّت إلى نبوخذ نصّر. فقد ذكر بعض علماء الآثار والتاريخ أنّ آثار بريصا تعود إلى العام ٥٩٧ ق. م. تاريخ الحملة الكلدانية بقيادة" نبوخذ نصر" إلى المدن الفينيقيّة لضرب الحملة المصرية بقيادة" نخاو" الذي حشد قوّاته على نهر الفرات. وبعد انتصار الكلدانيّين تابع جيشهم زحفه إلى القدس لتأديب العبرانيّين المتحالفين مع المصريّين ، ولتأديب الممالك اليهوديّة المنتشرة خارج فلسطين أيضا وأهمّها : " القصير" ، " ربله" ، " بريصا" ، و" الكنيسة" ، حيث المقر الرئيسيّ لهم. وبدأت الممالك المتحالفة تتساقط بيد نبوخذ نصّر كما تنبّأ لهم النبي إرميا (في الفصل ٢٧ من سفر إرميا) حتّى وصل الكلدان إلى القصير جنوبيّ حمص حيث أقام ملكهم لنفسه مركزا في ربله ليرتاح جيشه من جهة وليفاجئ اليهود في الكنيسة من جهة ثانية. ومن هناك انطلقت جيوشه في ثلاثة إتّجاهات : الأوّل : باتّجاه الشرق نحو" جوسيه ـ الحيرة" ، الثاني : باتّجاه الغرب نحو بريصا ، الثالث : بمحاذاة الجبل الغربي باتّجاه المعقل الرئيسيّ لليهود أي" الكنيسة". وعمد نبوخذ نصّر إلى تدوين انتصاراته على نصب تذكاريّ هو عبارة عن صخرتين كبيرتين على مدخل بريصا الجنوبي ، ويسمّى هذا الأثر ب" الحجر المنقوش" ، وهذه الملاحم مكتوبة باللغة المسماريّة ـ لغة بلاد ما بين النهرين ـ ولكنّ البعثات الفرنسيّة المتتالية التي جاءت لفكّ رموز هذه الكتابات لم تستطع ترجمة الملاحم كاملة لأنّ الكلمات باتت مشوّهة وقد نقص بعض أحرفها وتحطّمت أطرافها بفعل العوامل الطبيعيّة وأعمال التخريب.