من أهم ثروات بعبدات الطبيعيّة نبع العرعار الشهير ، الذي تتفجّر مياهه من سفح يقع في أعلى البلدة شمالا بميل إلى الشرق ، وهو مؤلّف من ثلاثة منابع ، تعرف بعين قسم الله ، ونبع الصفصاف ، ومياه القبو. ولعلّه كان لهذا النبع أهميّة أساسيّة في أحداث تاريخ بعبدات القديم والحديث.
وإذا كانت بعبدات لم تشهد إقبالا على الإصطياف في ربوعها قبل حقبة الثلاثينات من القرن العشرين ، كما هي الحال في المصايف القريبة من بيروت كعاليه وصوفر وبيت مري وسواها ، فقد بدأت منذ بداية القرن العشرين تستقبل بعض المصطافين بالنظر لما يميّزها من محاسن طبيعيّة ومن مناخ صحّي ، ومنذ خمسينات القرن العشرين بدأت حركة الاصطياف تتنامى فيها حتى غدت بعبدات اليوم من أبرز مصايف المتن ، مجهّزة بكلّ متطلّبات السكن والخدمات.
عدد سكّانها المسجّلين قرابة ٨٠٠ ، ٥ نسمة من أصلهم نحو ٩٠٠ ، ١ ناخب ، ومن أهاليها عدد كبير مغترب إلى بلاد الانتشار منذ بداية الهجرة اللبنانيّة في نهاية القرن التاسع عشر ، ولم يتوقّف الاغتراب منها حتّى اليوم ، وقد ازداد بشكل ملحوظ منذ بداية أحداث الربع الأخير من القرن العشرين. وقد حقّق أبناء بعبدات أنّى حلّوا نجاحات في مختلف المجالات.
الإسم والآثار
مؤرّخ بعبدات الخوري نعمة الله الملكي يقول إنّ لفظة بعبدات آرامية ، لا صبغة عربيّة لها ولا رومانيّة ولا يونانيّة ، وإنّها عبارة أخذها المتأخّرون من وجهها الأرامي : " بيت عبدوتا" ، ومعناها بيت العبادة. أمّا الإجتهادات الباقية فتجمع على أنّ أصل الإسم عبارة سريانيّة مؤلّفة من BET ABDATA أي بيت العبدات. وليس من فروقات تذكر بين الإجتهادين ، سوى أن الأوّل يردّ