الكلمة الى تركيب ولفظ آراميّ ، والباقين يجعلونه سريانيّا ، وليس الفارق البسيط بين اللهجتين سوى أن الأولى سابقة في الزمن لتنصّر الآراميين.
وهنالك تقليد محليّ يردّ العبارة إلى العربيّة فيقول إنّ أصلها" بيّ العابدات" ، وذلك نسبة إلى رجل جاءها قديما فرزق خمس بنات نذرن عفّتهن لله ، فبنى لهنّ والدهنّ معبدا صغيرا على اسم القديس ماما. وهنالك من يردّ أصل التسمية إلى عبارة" بيت العابدات" العربيّة ، معتبرا أنّ العبارة أدغمت اختصارا إلى بعبدات كما هي الحال في أسماء برمّانا وبنابيل وبنتاعل وغيرها. غير أنّ هذه القاعدة ، برأينا ، لا تنطبق تقليدا على الأسماء العربيّة ، بل هي سائرة على الأسماء الساميّة القديمة.
على الرغم من أن هذه التفسيرات مطابقة لمعنى واحد ، فإنّ في تحديد لغة الإسم ما يفيد عن عمر هذه البلدة ، وإنّنا نميل إلى الأخذ برأي مؤرّخ بعبدات القائل بأن التسمية آرامية ، ذلك بالاستناد إلى ما وجد في أرض البلدة من آثار يمكنها أن تثبت صحّة هذا الإعتبار. إذ يبدو أنّ الآراميّين قد شيدوا معبدا في بسيط قرية بعبدات ، حيث وجدت آثاره الدالّة على قدمه وعراقته ، وقد كان الآراميّون يقيمون لهم الأنصبة على الأكمات العالية من آكام لبنان ، وعليه ، يكون الآراميّون أوّل من سكن بعبدات وأطلق عليها التسمية. ولعلّ المعبد الآراميّ في بعبدات قد تحوّل بعد هجره وخرابه عند الفتح الرومانيّ سنة ٦٤ ق. م. إلى ملجأ لحطّابين كانوا يقطعون الأشجار التي كانت تنقل إلى بيروت لشدّ السفن والعجلات من أخشابها. وحول بعبدات ، وخاصّة من جهة الغرب ، آثار شهيرة وذات شأن للعصور الرومانيّة ، أهمّها آثار دير القلعة بقرب بيت مري. وممّا يدلّ على أنّ بعبدات قد عرفت نشاطا في عهد الرومانيّين ، آثار تلك القناة الهامّة التي مدّها الرومان لجرّ مياه نبع العر عار