والزمرّد والياقوت. ولعلّ طبيعة بيت مري ، الصاحية والغافية ، وسط غابة من الصنوبر المثمر ، من أنسب مواقع المصايف المثاليّة ، كونها تستقبل بين أحضان أغصان الصنوبر نسيم البحر فتمتصّ منه الرطوبة ، وتستقبل من أعالي الجبال المناخ الصخريّ الناشف فتفضي عليه الطراوة ، وكأنّها مكيّفة الأجواء ، يخلص فيها هذا التلاقي إلى امتزاج يسفر عن مناخ رائع.
تلك الرابية ، الشامخة من البحر ، التي تقوم عليها بيت مري ، قلّما تميّزت بطبيعتها المعطاء ، أيّة بقعة من بقاع الأرض. وقد لاحظ الإنسان هذه الثروة منذ عرف الحضارة والرقيّ ، فجعل منها مركزا لأشرف من كان يتمتّع منه بكلّ الوجل والاحترام : جعلها مركزا لآلهته ، لبعله الأكبر ، لبعل مرقد ، فهذه الطبيعة قطعة من كبد تراث لبنان. (طالع دير القلعة).
عدد سكّان بيت مري المسجّلين قرابة ٠٠٠ ، ١٠ نسمة ، من أصلهم حوالى ٤٠٠ ، ٣ ناخب. وبالإضافة إلى مردود السياحة والاصطياف والإسكان الذي تتمتّع به البلدة ، فإنّ المستوى العلميّ البارز الذي حقّقه أبناؤها قد جعل منها مصدّرة العديد من أصحاب المهن الحرّة وأصحاب الاختصاصات العالية ورجال الأعمال المبرّزين في لبنان ودنيا الانتشار.
الإسم والآثار
ردّ الباحثون اسم بيت مرير إلى الآراميّةBET M RE أي : مكان السادات والأرباب. أو بيت سيدي ومولاي ، إشارة إلى الأله الفينيقي الشهير" بعل مرقود" الذي تركّزت عبادته في دير القلعة. وقد كان إله الرقص والطرب والغناء كما ذكر فريحة ، وأضاف : قد يكون في عيد مار ساسين أثر من آثار مراسيم الإله مرقود.