السلطان سليم الأوّل في معركة مرج دابق سنة ١٥١٦ ، ولم يقم في كامل هذه المنطقة طوال تلك الحقبة سوى بعض الأسر التركمانيّة التي زرعها المماليك في ما عرف بالأزواق ، وهي زوق مكايل وزوق مصبح وزوق الخراب وزوق عامر ، وكانت مهمّة أفرادها الأساسيّة منع دخول الأهالي إلى كسروان خوفا من اتّصال الإفرنج بهم عبر البحر ، وعودة الأخيرين إلى التغلغل بواسطتهم في جبل لبنان.
اتّضح لنا من الصكوك والوثائق أنّ بني نجيم وأقاربهم بني كميد الذين قطنوا غزير ، كانوا من أوّل القادمين إلى كسروان من جاج بعد الفتح العثماني ، في الوقت نفسه الذي انتقل فيه الشيخ حبيش جد آل حبيش سنة ١٥١٦ من يانوح إلى غزير مدبّرا عند الأمير عسّاف ، جدّ الأمراء العسّافيّين المنسوبين إليه وسليل أولئك التركمان الذين زرعهم المماليك في المنطقة قبل مائتي عام ، والذي انقلب عليهم مع سائر الأمراء اللبنانيّين الذين أعلنوا ولاءهم وجاهيّا للسلطان سليم العثماني فور انتصاره على المماليك في معركة مرج دابق ، وكان على رأسهم فخر الدين المعني الأوّل ، فأثبتهم على مقاطعاتهم وطلب إليهم إعادة إعمارها وإحيائها من جديد ، فكان ذلك فاتحة لعودة السكّان إلى منطقة كسروان وعلى رأسهم أحفاد أولئك الذين كانوا قد نزحوا عنها قبل أكثر من قرنين من ذلك التاريخ ، لاجئين إلى بلاد جبيل التي تمكّن مقدّموها من صدّ المماليك ومنعهم من الدخول إلى المنطقة الواقعة بين نهر ابراهيم وجسر المدفون. أمّا تدفّق الأسر المارونيّة بشكل كثيف إلى كسروان فلم يحصل قبل العام ١٥٤٥ يوم انتقل الشدياق سركيس الخازن وصحبه من جاج أيضا إلى كسروان ، فشهدت المنطقة إذ ذاك تحوّلا مفصليّا بدا معه تاريخ كسروان الحديث. وهكذا يتبيّن أنّ قرية بكركي كانت إحدى