بعد حتّى ينفتح كليّا عند الأفق ، حيث يظهر البحر على مدى رحابته. هذا الموقع المميّز ، منح جاج مناخا جافّا ممتازا.
شهرة طبيعة جاج تقوم على أرزها الذي يبعد عنها حوالي ساعة سيرا على الأقدام ، وقد زاره أمين الريحاني ووصفه لنا (قلب لبنان ص ١٩٣ ـ ١٩٦): " ... ثمّ جلنا في الغابة القائمة على منحدر شكله مستطيل ، وفيها أربعون أرزة ونيف ، خمس منها ضخمة قديمة ، دائرة إحداها نحو ستة أمتار وعلوّها نحو الثلاثين ، ولها شكل في النموّ غريب ، فالجزع بعد ارتفاع متر أو مترين من الأرض يتّسع في نموه فيكوّن فوق الجزع الأول جزعا ثانيا دائرته تزيد الدائرة الأولى مترين أو ثلاثة أمتار ، فيبدو وأسفل الشجرة كالمائدة المستديرة بقاعدتها وتنشأ من المائدة الفروع الضخمة التي تعلو نحو خمسة وعشرين مترا. أظنّ أن الأرزات الخمس الكبرى زرعت في هذه الغابة منذ مائتين أو ثلاثمائة سنة وأنّ عمر الأمّهات يتراوح بين الخمسمائة سنة ، وممّا يرجّح صدق ظنّي أنّ الأرزات الكبرى زرعت في هذه الغابة ، هو وجود أرزات فريدة متوسّطة الحجم مبعثرة في الجوار بين الصخور وفي منحدراته الحصويّة ، ومنها ما هو من الشكل الواسع الهرميّ ... وقد عددنا من تلك الأرزات التي فوق الغابة ودونها شرقا بشمال فإذا هي سبع عشرة أرزة ، وكلّ واحدة منها آية في الجمال ، وقد أثبت العارفون أنّ في تلك الصرود بين الأفق الكبير الذي يخفي تنّورين عن الأبصار وبين الآفاق الصغيرة التي دونه في الشعاب وعلى أكتاف الأودية سبع غابات أخرى وأنّ مجموع ما في أعالي جاج ما يربو على أربعمائة شجرة".
هذا هو أرز جاج الذي شقّت إليه طريق للعربات مؤخّرا ، أمّا في وسط الغابة ، فتقوم كنيسة ، على اسم تجلّي الربّ ، بناها رئيس عام الرهبانيّة