التي طرأت على البلدة في خلال الربع الأخير من القرن العشرين بنتيجة التعدّيات الإسرائيليّة وتداعياتها ، ما أدّى إلى هجرة ونزوح كثيفين من قبل أبنائها وإهمال القطاع الزراعيّ الذي يتطلّب اهتماما دائما وحضورا مستمرّا. وتقتصر ينابيعها المحليّة على عين المزراب ، وعين الخان.
الإسم والآثار
إسم تبنين بحسب علماء اللغات الساميّة محرّف عن كلمةTIBNIT " تبنيت" الساميّة القديمة ، وهي اسم إله فينيقي يرمز إلى القوّة والحماية. ومع الزمن قلبت التّاء نونا. على أنّ التقليد يقول إنّه بعد سيل العرم الذي أودى بسدّ مأرب ما جعل أهالي اليمن يهيمون على وجوههم ، وصل بعضهم إلى هذه البلاد مع عاملة بن سبأ طلبا. وأذ كان أحدهم يبني بيتا مرّ به بدويّ وقال : " تبنين"؟ ، أي" أأنت تبني؟ فأعجبت الباني كلمة" تبنين" التي نطق بها البدويّ وسمّى المكان بها ، غير أنّ هذا التقليد برأينا من بنات الخيال الشعبيّ.
من أهم الآثار التي تحتفظ بها تبنين ، قلعتها الأثريّة المعروفة أيضا بقلعة تيرون ، وبشقيف تيرون ، والتي تروي تاريخ حقبات متعاقبة من الزمن ، وهي تربض على قمّة جبل وسط البلدة ، وتطلّ على مساحات شاسعة من البلدات والقرى كمثل حاريص ، حدّاثا ، عيتا الجبل ، بيت ياحون ، برعشيت ، شقرا ، المطلّة ، صفد البطّيخ ، الجميجمة ، حولا ، السلطانيّة وغيرها ، كما تظهر من موقعها أراضي فلسطين فتبدو بشكّل خطّ أخضر يقابله بحر صور. أمّا أوّل من بنى قلعة تبنين فكان الفينيقيّون ، ثمّ جدّد الرومان بناءها قبل أن يجدّده الصليبيّون بدورهم. وإنّ وليم الصوري ، وهو رئيس أساقفة صور في العصر الصليبي ، عاصر الحروب الصليبيّة وشهدها وسجّل وقائعها بنفسه ، ذكر أنّ