حدثا جيولوجيّا هامّا قد أدّى إلى زحل الأرض في محلّة الفسقين وعين الرزّوقة من جاج المجاورة ، ما طمر نبعا غزيرا كانت تستفيد منه جاج وترتج ، وظهرت بعد ذلك ينابيع صغيرة في تلك البقعة أهمّها عين الرزوقة في جاج. أمّا زراعاتها فتتنوّع بين تبغ وتفّاح وكرمة وزيتون وحنطة.
يتألّف مجتمع ترتج اليوم من حوالى ٠٠٠ ، ٣ نسمة منهم حوالى ٣٠٠ ، ١ ناخب. ويعتبر هؤلاء نذرا باقيا من مجتمع مناضل في صروف الطبيعة وقساوة الدهر عبر أجيال من الكفاح المرير لتحصيل العيش الكريم ، فهناك عائلات كثيرة في مناطق المتن والشوف وبيروت أصلها من ترتج ، وعقب الحرب العالميّة الأولى ، هاجر حوالى ٢٠% من أهالي ترتج إلى الأرجنتين ، وفي السنوات الأخيرة التي رافقت وعقبت الحرب الداخليّة ، هاجر البعض إلى كندا والولايات المتّحدة وفرنسا والبلاد العربيّة ، وإن تكن هجرة أكثر هؤلاء موقّتة. ومع تراجع زراعة التبغ تدريجا بخلال القرن العشرين ، كان نزوح أكثر الأهالي طلبا للعلم وللرزق إلى ساحلي جبيل والمتن ، وهكذا فإنّ نسبة ٧٠% من أهاليها اليوم لا تسكن في ترتج أكثر من ثلاثة أشهر الصيف ، وبالرّغم من كلّ هذا ، تجد الميسور منهم بقدر يسره ، يرمّم ويبني فيها ، وتلاحظ من خلال الإطّلاع على تجديد مجمل بيوتها وعلى الأبنية المكلفة الجميلة التي طلعت فيها مؤخّرا ، أنّ تعلّق ابن ترتج بأرضه أقوى من أيّ إغراء.
الإسم والآثار
وضع الباحثون عدّة احتمالات لتفسير اسم ترتج ، وإن كان جميعها قد ردّ الإسم إلى مقطعين آراميّين سريانيّين. وقد اتّفقت الآراء حول المقطع