الفينيقيّة نواويس محفورة في الصخر في مكان يعرف بتلّة الناووس ، وهي من بقايا المقابر التي كانت تستعملها تلك الشعوب لدفن موتاها. وفي محلّة يطلق عليها أهل البلدة اسم" قبر السعدان" بقايا بناء قديم يعرف باسم" قلعة الحزانى" ، ولا شكّ في أنّ هذين الإسمين : " قبر السعدان" و" قلعة الحزانى" لهما علاقة بعبادة أدونبيس التي كانت شعائرها تتركّز على النواح والبكاء ، والتي كانت هياكلها تتضمّن نصبا ومحفورات لخنزير برّي هو الذي تذكر الأسطورة أنّه قتل الإله أدونيس ، وكثيرا ما كان يأتي شكل التمثال على هيئة قرد. وذكر الأب لامنس أنّه وجد في ترتج عند زاوية كنيستها صفيحة من الحجارة طولها متر ونصف وعرضها سبعون سنتيمترا ، وهي داخلة في الحائط ، عليها صورة ناتئة تمثّل حيوانا تهشّم رأسه ولم يبق سوى ذنبه الذيّال ، ولم يعرف أيّ نوع حيوان يمثل ، غير أنّنا وجدنا أنّ نقش هذا الحيوان غير مهشّم الرأس ، ولا يزال الأثر باقيا في محيط كنيسة البلدة الرئيسيّة ، ولا شكّ في أنّ النقش يرمز إلى عبادة أدونيس أيضا.
ومن بقايا الحقبة الفينيقيّة في ترتج أيضا أنقاض معبد الإله" أفليج" الذي بني عليه لاحقا دير على اسم القدّيس يوحنّا لم يبق منه اليوم سوى أنقاض ؛ إضافة إلى بقايا معبد آخر قام عليه دير مار سركيس وباخوس.
ومن آثار الحقبات اللآحقة التي تدلّ على أنّ أرض ترتج كانت مسرحا لأعمال التحطيب والتعدين في العهود الرومانيّة ، كتابات لا تزال ظاهرة في أمكنة من جبلها ، عائدة للقيصر أدريانوس (١١٧ ـ ١٣٨ م.) تمنع قطع الأشجار على العامّة إلّا بإذن من الدولة. ومن آثار تلك الحقبة بقايا أقنية قديمة وأوان خزفيّة ومعدنيّة عثر عليها مطمورة في الأرض.