١٨٠٨) ، جاء إليه ضيفا كريما الفتى الأمير بشير الشهابي الثاني ومكث فيه مدة إذ كان الأب اغناطيوس بليبل مبتدئا في الدير نفسه ، فكلّفه رئيسه العناية بالأمير ، وقام بها أحسن قيام ، حتّى تمكّنت الصداقة بين هاتين الشخصيّتين البارزتين : الأمير الفتيّ والمبتديء الذي صار رئيسا عامّا على الرهبانيّة مدة إحدى وعشرين سنة ١٨١١ ـ ١٨٣٢ ، وكان من رجالاتها الأفذاذ ، وله اليد البيضاء في نهضتها وتعزيز جانبها وبناء أديارها وسياسة جماهيرها بروح الحكمة والمحبّة. وبالقرب من هذا الدير" عين ماء" لذيذ حولها أشجار جوز جميلة ، يدلّون على بعض شجرات منها غرسها الأمير بشير وصديقه الأب اغناطيوس بليبل. وبسياسته الرشيدة وجرأته النادرة ، وبما كان له من الصداقة والمعزّة عند الأمير حاكم البلاد ، كان الأب بليبل يحلّ أهمّ المشاكل والمصاعب ويهدّئ غضبه عن بعض البيوتات المعروفة ، مزيلا ما يكون قد وقع بينها وبين الأمير من سوء التفاهم ، فيؤدّي بذلك أجلّ الخدمات ، ممّا يخلّد له الذكر الطيّب وعرفان الجميل.
وممّا جاء في سجلّ الرئاسة العامة بشأن هذا الدير ، أنّه" بعد رجوع الرهبان إليه لإفتقار الطائفة إليهم هناك وإيجابا لرغائب رؤسائها ، تكلّفت الرهبانيّة على ترميمه وتجديد بنائه قيمة تبلغ ٥٦٢ ، ١١ قرشا ، وقد اقتنى الرهبان أملاكه بوجه الشراء من الطائفة الدرزية وغيرها".
وفي أحداث ١٨٦٠ نهب الدير. وفي سنة ١٨٨١ سقط جانب كبير من بنيانه فاهتمّ الرهبان للحال بتجديده. وعلى عهد الرئاسة العامّة للأبّاتي يوسف طربيه ١٩٦٢ ـ ١٩٦٨ تمّت أعمال ترميم وإصلاح وتجهيز وتأثيث هامّة في دير سير ، إلّا أنّه عاد ليتعرّض للضرر في خلال أحداث الربع الأخير من القرن العشرين ، وليعاد ترميمه من جديد.