أعمدة القلعة كان نحو خمسة عشر مترا. وفي تفسير معنى" بعل مرقود ـ BALMARCODES " ، ف" بعل" تعني الإله ، و" مرقود كلمة" فينيقيّة من معانيها" الرقص" ، أي أنّه إله الرقص والطرب ، ومن ألقابه أيضا" إله الخمر" و" ملك المآدب" ، وعثر على لوحات نقشت عليها هذه التسمية. وتذكر المدوّنات أنّ الكلدانيّن كانوا يعتقدون أنّ" بعل مرقود" هو" الإله القدّوس الواحد" ، ويستدلّ على ذلك من الكتابات الكثيرة التي عثر عليها منقوشة على الصخور واللّوحات والتماثيل التي كانت تهدى إلى الهيكل بمثابة نذور وشكر. وقد جرّ الرومان ، في الجيل الثالث قبل المسيح ، مياه نبع العرعار القريب من بعبدات ، إلى دير القلعة ، حيث كانت الحمّامات الرومانيّة التي ما زالت آثار عظمتها باقية حتّى الآن في جوانب دير القلعة. وظلّ أهل بيروت يقصدون الهيكل حاملين القرابين والتقدمات حتّى بعد أن شاعت فيها عبادة المشتري ـ جوبيتير الذي جعله الرومان في مكان بعل ـ مرقود. وذكر باحثون أنّ الرومان قد اعتبروا ، في منتصف القرن الأوّل ق. م. ، " بعل مرقود" بمثابة إلههم ومعبودهم الكبير جوبيتر ، فشيّدوا المعبد الكبير على قمّة بيت مري على اسم" بعل مرقود ـ جوبيتر". وبالإضافة إلى الآثار الباقية في المكان ، فقد ذكر القس عمّانوئيل البعبداتي مؤرّخ الرهبانيّة الأنطونيّة أنّه في سنة ١٨٧٨" وجد الرهبان في دير القلعة تمثالا من حجر ضخم مقطوع الرأس ، نجهل مصيره". وكان الآباء اليسوعيّون قد أخذوا سنة ١٨٧٦ بضعة عواميد من القلعة ، كما أنّ المطران يوسف الدبس ، أخذ منها الحجارة لبناء مدرسة الحكمة في بيروت ، وقد استعمل بعضها في بناء الكنيسة ، والبعض الآخر في بناء كنيسة مار جرجس المارونيّة في بيروت. ويبدو أنّ حجارة وأعمدة وآثارا أخرى قد فقدت من هذا المكان نتيجة استيلاء الأفراد عليها دون رادع.