والشرقيّة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ، ولا تزال ظاهرة على جدران المبنى آثار الحرائق التي شهدتها الدير في أحداث ١٨٤١ و ١٨٦٠. ويشكّل مبنى الخرج ، الذي يبلغ طوله ١٧٠ مترا وعرضه ١٠٠ وارتفاعه ١٥ وسماكة جدرانه مترين ، قسما من القيساريّة ، إلّا أنّ استعماله من قبل الأمير بشير الثالث (أمير ١٨٤٠ ـ ١٨٤١) لتوزيع الخرج ، أي الإعاشة والجراية على الناس من على سطحه ، جعله يعرف بالخرج بعد مئتي سنة من بنائه ، وجعل الأمير بشير الثالث يعرف بأبي طحين. وقد عمدت مديريّة الآثار إلى تدعيم هذا المبنى الذي صدّعته الزلازل على مدى نيّف وثلاثة قرون. وفي داخله دهاليز وسردايب كبيرة ، ولا تزال الحجارة الصفراء فيه ماثلة للعيان ، وهي التي نقلها المعنيّ الكبير من قصور السيفيّين في عكّار إلى دير القمر بعد انتصاره عليهم. وموقع الخرج هذا مقابل سرايا الأمير يوسف حاكم لبنان وهو ذو ثلاث طبقات ، وذكر معمّرون من الدير أنّ الأمير بشيرا لمّا بنى قصره في بيت الدين هدم الطبقة العليا من الخرج ونقل حجارتها إلى مقرّه الجديد لبناء قصره ، فاحتجّ على عمله أهالي الدير انتصارا لذكرى بانيه وأوقفوه عند هذا الحدّ.
دور قديمة : من البيوت الأثريّة في دير القمر : بيت خليل الجاويش كاتب القائمقام الدرزيّ في عهد القائمقاميّتين ؛ وبيت غالب شاوول نعمة القيّم على قصر الأمير بشير وأحد رجاله ؛ ومنزلا نادر أبي عكر نعمة وحنّا عيسى اللذين اشتركا في التوقيع على وثيقة اتّحاد اللبنانيّين في ٢٧ نوّار ١٨٤٠ مع اثني عشر وجيها آخرين من جميع الطوائف ، وأثاروا مواطنيهم على إبراهيم باشا إبن محمّد علي فهبّ اللبنانيّون عليه وانتهت حركتهم برجوع إبراهيم باشا إلى بلاده مخذولا.