العلوم ، توسّع في الأسفار ، ثمّ اتّخذ العراق مقرّا له حيث عيّن عضوا في المحكمة التجاريّة ، ومديرا لإحدى شركات البواخر الكبرى ، ثمّ لإحدى شركات الصلب العملاقة فأنقذها من الإفلاس ، طاف في بلدان الحجاز والجزيرة والهند والسند والعجم ومصر مكتشفا لتسع سنوات ، اكتشف قبائل عربيّة مجهولة وأنشأ أبحاثا عن سائر القبائل ، أقام في الآستانة سبع سنين ثمّ انتقل إلى أوروبّا فأميركا حيث أنشأ جريدة تركيّة مستقلّة كانت الأولى من نوعها في العالم ، بعد أربعين عاما من الأسفار عاد ليحلّ في الدبيّة حيث راح يعلّم أولاد أنسبائه العربيّة ويعدّ شرح" الإلياذة" بعد الفراغ من تعريبها ، انتقل إلى مصر حيث اشترك مع نسيبيه نجيب ونسيب في وضع الجزء التاسع من" دائرة المعارف" فعاد وإيّاهما إلى متابعة التأليف فأصدروا الجزءين العاشر والحادي عشر ، ترأّس" جمعيّة الكتاب" وانتخب عضوا في عمدة" الجامعة المصريّة" وأصدر الإلياذة ١٩٠٤ ، فكان مهرجانا تكريميّا ضخما لم يشهد له الأدب مثيلا ، وصدر له" عبرة وذكرى" ١٩٠٨ الداعي إلى إصلاح ما أفسده العهد العثماني ، نائب بيروت ١٩٠٩ ، حضر الجمعيّة العموميّة التركيّة واشترك في تقرير خلع السلطان عبد الحميد ، رئيس ثان لمجلس المبعوثان ١٩١٠ ، رأس أهمّ اللجان والوفود السلطانيّة ، له إنجازات سياسيّة واجتماعيّة في مختلف بلدان السلطنة العثمانيّة يصعب تعدادها ، سفير فوق العادة للدولة التركيّة الكبرى لدى دول أوروبّا ١٩١١ ، عضو مجلس الأعيان التركي ، وزير التجارة والزراعة والغابات والمعادن ١٩١٣ ، استقال من الوزارة واعتزل السياسة لمّا عجز عن إقناع طلعت وأنور باشا بعدم خوض غمار الحرب وانتقل إلى سويسرا حيث خضع لجراحة طبيّة تلتها جراحة أخرى في الولايات المتحدّة حيث أقام في نيويورك بعد أن فقد بصره ، وهناك أضحى منزله مزارا لأهل الفكر والقلم ومن أبرزهم جبران خليل جبران ، توفّي في نيويورك ونقل جثمانه إلى لبنان