الإسم والآثار
رجّح فريحة أن يكون اسم ريفون فينيقيّاRIFYON ومعناه : مصحّ ومكان للإستشفاء أو للراحة والسكون ، من جذر" رفه ورفأ" الذي يرد في أكثر اللغات الساميّة ، ويفيد الرفاه واللين والتراخي والترف. غير أنّ طنّوس الشدياق ذكر أنّ الإسم إنّما هو اسم صنم. أمّا التقليد في البلدة فيعتبر أنّ ريفون هو اسم ملك فينيقيّ كان يدعى" رافان" ، وهنالك أثر قديم في حرج المصيف انتقل اسمه بالتواتر من الأجداد حتّى الجيل الحاضر : قصر الملك رافان.
بإضافة هذه الاجتهادات إلى تلك التي بذلت في البحث حول أسماء البلدات المجاورة لريفون والتي تحمل أسماء منتهية ب" ون" مثل عجلتون وفيطرون وبلّونه التي أصلها بلّون ، نستخلص أنّ الإسم من جذر فينيقيّ معناه الإستشفاء ، وليس" مكان الإستشفاء والرّاحة" أو غير ذلك ، إنّما معنى الإستشفاء هنا مرتبط بإسم الصنم الذي أورده الشدياق. ذلك بعد أن ندع جانبا أسطورة لا مجال لذكرها قد درج على تردادها الأقدمون حول أسماء هذه القرى.
بربط معنى الإسم بالصنم ، نخلص إلى نتيجة تفيدنا عن أنّه كان في هذه البقعة معبد وثنيّ فينيقيّ لآلهة الشفاء. وهذا ما تدلّ عليه الآثار الباقية في المصيف ، وما دلّت عليه الآثار التي أحاطت بها شبكة الطرقات ومحت معالمها. وإن عدنا ببحثنا إلى المراجع العلميّة في مجال البحث حول معابد الفينيقيّين ، نجد أنّ تلك المعابد كانت تقام على التلال المشرفة على المدن. ومن آثار ريفون الدّالة على قدمها ناووس قديم قرب دير ريفون ، وصخر مجوّف حفر فيه حافر حصان.