بني هلال ، وأنّ التلّة الشرقيّة على الجهة الجنوبيّة مسمّاة باسم نزيلته شيحا ، هو من المزالق التاريخيّة المبنيّة على الوهم.
نحن نميل إلى اعتبار اسم زحلة من اللغة اللبنانيّة المحكيّة : زحلة ، أي منطقة زاحلة من الأرض ، ذلك لأنّ هذا الإسم يبدو من المراجعات التاريخيّة حديثا ، ولم يظهر ذكره في المدوّنات قبل سنة ١٥٨٤. وتدلّ الآثار المكتشفة في أرض المدينة على أنّها شهدت حضارة قديمة سابقة لتاريخ مجتمعها الحاليّ ، ولا بدّ من أنّها كانت تحمل اسما آخر لم يعد يعرف أحد ما هو.
رغم أنّ قلّة الحجارة في وادي البردوني قد جعلت الزحليّين يستعملون حجارة الأبنية القديمة التي كانت قائمة فيها منذ الأزمنة الغابرة ، وانطمار بعض النواحي من المدينة القديمة بفعل الزلازل وزحل الأرض عليها من الروابي المحيطة بها ، فإنّ ما اكتشف فيها من آثار يدلّ على أنّها قد عرفت نشاطا إنسانيّا منذ العصر الحجريّ امتدادا إلى العهود الساميّة وما تلاها. أهمّ تلك الآثار في المغاور العديدة المحفورة في صخور سفح تلّة المشيرفة التي تضم نواويس حجريّة. ووجدت على قمّة التلّة نفسها بقايا أبنية قديمة ضخمة الحجارة ، هدم بعض الأهالي أطلالها ودحرجوا حجارتها إلى الوادي ليعمّروا بها منازلهم ، ومنها بقايا تاجي عمودين منقوشين أمام دير الطوق بحسب عيسى اسكندر المعلوف الذي تحدّث أيضا عن نواويس وآبار محفورة في صخور تلك التلّة ، ورجّح أن تكون قلعة" سنّان" مستندا إلى رأي لامنس الذي يعتبر أنّ تلك القلعة لم تكن في مشارف صنّين العليا لكثرة الثلوج وقرس البرد وإنّما كانت على منعطف رباه ، ولا نجد أفضل من هذا الموقع المتوسّط بين السهل والجبل في جوار صنّين لهذا المعقل. والمروي أنّ تحت معقل المشيرفة نفقا على مسافة ميل يصل إلى مياه البردوني كان المحاصرون