التكايا : من المعاهد الدينيّة التي كانت تقوم بدور المدرسة" التكية". فهي بمثابة مركز دينيّ واجتماعيّ لأصحاب الطرق الصوفيّة. وما عرفناه من تكايا طرابلس ثلاث : تكية" القادريّة" على الطريق المتفرّعة من سويقة النوري والمؤديّة إلى السراي العتيقة ؛ وتكية" أبي الخواتم" المعروفة" بالأحمدية" خارج المدينة في محلة باب الرمل ؛ وأهمّها" التكيّة المولويّة" وتعرف أيضا ب" تكيّة الدراويش" وهذه تسمية أطلقها عليها الرحّالة الأوروبيّون ، تقع عند سفح هضبة أبي سمراء على الضفّة اليسرى من نهر أبي علي ، سميّت" بالمولويّة" نسبة إلى الفرقة الصوفيّة التي أسّسها" السيد جلال الدين الروميّ" والتي اتّخذت تلك التكيّة مركزا لها حيث كانت تحيي حلقات الذكر فيها على طريقة" الفتل" ، منسوبة إلى مؤسسها الشيخ جلال الدين الرومي ، وكانت إلى عهد قريب مقصدا لكثير من المستشرقين ، بسبب موقعها الخلّاب بين الماء والخضرة أوّلا ، ولأنّها كانت مركزا هامّا للضيافة ثانيا. تاريخ بنائها مجهول ، لكنّ البناء الحاليّ يعود إلى القرن الماضي ، ولها عدّة أوقاف كان ينفق ريعها على التلامذة.
المدارس التاريخيّة : لا يزال في طرابلس العديد من المدارس القائمة التي يعود بعضها إلى العهد المملوكيّ ، وبعضها الآخر إلى العهد العثمانيّ. وفيها مدارس ما زالت تقام فيها الصلوات ، ومدارس مهجورة في طريقها إلى الإندثار. فتحيط بالجامع المنصوري الكبير ست مدارس هي : الشمسية ، الناصرية ، الخريرية حسن ، النورية ومدرسة مجهولة الإسم تقع في جهة الشمال نمط بنائها مملوكي ، والمدرسة القرطاوية وهي الأهم ، أمر ببنائها الأمير" سيف الدين قرطاي بن عبد الله الناصري" نائب السلطنة في طرابلس أثناء مدّة حكمه الأولى (١٣١٦ ـ ١٣٢٦) ؛ المدرسة السقرفيّة : أنشأها الأمير" سيف الدين أقطرق" حاجب نيابة طرابلس لتكون مسجدا وضريحا ٧٦٠ ه /