ومن أهمّ آثار صور ما يعرف ب" مدينة الأموات NECROPOLIS " التي على جانبي شوارعها تنتشر المدافن والنواويس التي تعدّ بالمئات ، والعائدة إلى الحقبتين الرومانيّة والبيزنطيّة ، ومن بينها نواويس رخاميّة مستوردة ، وقد وجدت في داخل النوايس أوان وسرج فخاريّة أو معدنيّة برونزيّة ، وحلي ذهبيّة وفضيّة وزجاجيّة ، وقطع نقديّة وبرونزيّة.
أمّا الشارع البيزنطيّ الشهير الذي حفظته لنا أرض صور ، فقد شيّد في أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث ميلادي ، وهو ينتهي بقوس نصر حجريّ مبنيّ بالحجر الرمليّ يبلغ ارتفاعه ٢٠ م. ، تغطّيه طبقة كلسيّة عليها آثار تلوين. وكان القوس يتألف من ثلاثة مداخل ، أعلاها المدخل الوسطي ، وقد تهدّمت جميعها أواسط القرن السادس بفعل الزلازل التي ضربت مدن الساحل اللبناني ، وقد رمّمت مديريّة الآثار القسم الوسطي من القوس الذي تخترقه الطريق الرومانيّة. أمّا المدخلان الجانبيّان اللذان يعلوان رصيفي الطريق ، فكان يبلغ ارتفاع كلّ منهما ٦ أمتار ونصف وعرضه ٣ أمتار.وعلى جانبي القوس ، كان يرتفع برجان مستديران كبيران. وقد وجدت آثار لفسيفساء كانت تغطّي أرض البرج الشمالي ، في حين أنّ أرض البرج الجنوبي كانت مرصوفة بحجارة كلسيّة مربّعة الشكل. وإلى جانب هذا البرج ، كشفت الحفريات عن بقايا حوض كبير كان يتغذّى بمياه برك" رأس العين" التي تنقلها قناة مرفوعة إلى جانب الطريق. كما كشفت الحفريات عن ملعب لسباق عربات الخيل ، كانت تغطّيه طبقة من الرمال يبلغ ارتفاعها سبعة أمتار. ويعتبر هذا الملعب الذي بني على شكل حدوة حصان ، والذي يعود إلى القرن الثاني ميلادي ، من أكبر وأهمّ الميادين المحفوظة في العالم. ويحيط بالميدان مدرّجات حجريّة تتألّف من ثلاثة عشر صفّا من المقاعد تتّسع