NNA؛ ومعنى الجذر" الصيد" ، وصيد السمك. كما رجّح فريحة أن يكون SiD إله ساميّ قديم : إله الصيد. إلّا أنّ باحثين أجانب أكّدوا على أنّ اسم الإله كان" صيدون" ومنه اتّخذت المدينة اسمها ، ومنه أيضا اشتقّت التسمية الصليبيّةSAGITTA بمعنى السهم الذي كان شعار صيدا في العهد الصليبي حيث كانت العملات تحمل هذا الشعار. وقد عرفت صيدا لزمن في بداية العهد العربيّ باسم" إربل" كما ذكرها ياقوت ، وربّما سميت بذلك عند العرب من" الربل" أي كثرة الشجر.
الآثار
يقول المؤرّخ الفرنسي البحّاثة جاك نانتي ، ويأخذ عنه الكثيرون ، إنّ أوّل مدينة أسّسها الفينيقيّون هي مدينة صيدا حوالى ٨٠٠ ، ٢ ق. م. ؛ وقد ذكر يوسيبوس أنّ حدود مملكة صيدون من الشمال نهر الدامور ، ومن الجنوب جبل الكرمل ، ومن الشرق منحدرات الجبال ، إلى أن استقلّت الممالك التي انسلخت عنها فضاقت حدودها وبرزت مدينة صور التي أضحت تنافسها في النفوذ. وقد لعبت صيدا دورا كبيرا مع أو غاريت وصور ، فهي أسّست أمبراطوريّة تجاريّة على سواحل المتوسّط بين القرنين ١٥ و ١٣ ق. م. فتحها الأشوريّون نحو ٨٤٠ ق. م. ودمّرها أسرحدّون ٦٨٠ ـ ٦٧٠ ق. م. ، وصارت تحت نفوذ البابليّين ثمّ الفرس فاستعادت شيئا من مجدها الغابر في استقلال إداريّ داخليّ إلى أن أحرقت نفسها أمام أرتحششتا الثالث ، استسلمت للاسكندر الكبير ٣٣٣ ق. م. وحكمها السلوقيّون والرومان والبيزنط ، فتحها العرب ٦٣٨ وأتبعوها بجند دمشق ، استولى عليها الصليبيّون ١١١١ وتناوبوا الحكم عليها مع العرب إلى أن أخذها العرب نهائيّا بعد سقوط عكّا فدمّروا تحصيناتها ١٢٩١ ، أعاد بناءها الأمير فخر الدين المعني الثاني فأصبحت