وادي قنّوبين شابّان من الطائفة نفسها ، هما يعقوب ويوحنّا ، وأرادا أن يتعوّدا على الحياة النسكيّة والعيشة المشتركة ويتعلّما السير الرهباني وتهذيبه ، ليتيّسّر لهما تأسيس رهبانيّة لطائفتهما. مكث الشابّان في دير مار أنطونيوس قزحيّا عشر سنوات ، وفي ١٧١٨ ، إنضمّ اليهما الأسقفان ميناس وأبراهام الحلبيّان ، فانتقلوا جميعا إلى دير الكريم في غوسطا حيث انضمّوا إلى سابقيهم ، حيث أسّسوا جميعا رهبانيّة الأرمن الكاثوليك ، وتبعوا قوانين وفرائض الرهبانيّة المارونيّة. وسكن بطاركة الأرمن الكاثوليك هذا الدير إلى أن وقف عليهم الشيخ شرف دهّام الخازن دير السيّدة ببزمّار ١٧٤٨ إضافة إلى مزرعة بزمّار برمّتها ، حيث باشر الإكليروس الأرمنيّ الكاثوليكيّ بإعادة بناء ذلك الدير ١٧٤٩. ولن يمضي زمن طويل حتّى ينتهي العمل ببناء دير بزمّار ، ويبيع الإكليروس الأرمني الكاثوليكي دير الكريم ١٧٦٥ من المطران يوحنّا حبيب ، مؤسّس جمعيّة المرسلين اللبنانيّين الموارنة ، وينتقل الأرمن إلى دير بزمّار الذي أصبح مركزا لبطريركهم ومدرسة لإكليروسهم. ففي هذه الأثناء ، كان البطريرك المارونيّ يوسف حبيش ، يفكّر بإنشاء جماعة قوامها كهنة من ذوي العلم والتفاني في محبّة الخير ، ينازلون الجيش الذي جرّده أتباع لوتيروس في تلك الحقبة في بلادنا. فلبّى رغبته بعض الكهنة وخصّص البطريرك لهم مدرسة عينطورة التي كان قد وقفها الأب بطرس مبارك وغيره من المحسنين وأسندوا إدارتها الى الآباء اليسوعيّين ، فبنوا منها الطابق السفلي وأنجزوه سنة ١٧٤٠. ولمّا ألغيت الرهبانيّة اليسوعيّة بعد ذاك العهد بقليل ، عادت المدرسة تبعا لنصّ صكّ الوقفيّة إلى البطريركيّة المارونيّة. وكان يتبع مدرسة عينطورة بعض عقارات أباح البطريرك يوسف حبيش لأولئك الكهنة المرسلين إستثمارها ليعيشوا من ريعها. وكانت فعاليّة هذه المؤسّسة الرسوليّة الجديدة تتفاوت ارتخاء وارتقاء ، إذ لم يكن لها ما يضمن