وتقول اجتهادات معاكسة بأنّ" الفينيقيين بعد ما وصلوا إلى إسبانيا وأسّسوا تلك المدينة ، نقلوا إليها إسم قرطبا اللبنانيّة ، وذلك قبل أن يستعمرها الرومان ، وقبل أن تصير عاصمة الخلفاء الأمويّين في الأندلس. وعاد الإسبان فأسّسوا مدينة بإسم قرطبة في الأرجنتين ، وأخرى في المكسيك.
بيد أنّ الحقيقة برأينا بعيدة عن كلّ هذه الاجتهادات. فإنّ البلدة التي تعرف اليوم باسم قرطبا كانت تعرف قبلا باسم" المرجة الخضرا" ، وقد أطلق عليها المطران داود أسقف العاقورة في أواخر القرن السادس عشر إسما سريانيّا : قرطبا ، معناه : البرد المعتدل.
ومن مناطق قرطبا التي تحمل أسماء قديمة منطقة : بطراييش الغنيّة بآثارها القديمة ، وهذه أصل اسمها ساميّ من مقطعين : BET RAISH أي بيت الرئيس ؛ وهنالك" حمصيّا" ، التي نعتقد أنّ أصل اسمها من مقطعين : O MA ASYA أي : حمى الطبيب ؛ والشربينة المنسوب اسمها إلى شجر الشربين سواء كان عربيّا أم ساميّا قديما ، ففي الآراميّة وفي السريانيّة إسم هذا الشجرSHUORBINA ؛ وكفر حبال ، التي يعني اسمها السرياني" مكان الخراب". ويحيط بجهات قرطبا الأربع مناطق أثريّة قديمة تتنوّع بين الهياكل الفينيقيّة في منطقة حمصيّا ، والكتابات الرومانيّة المحفورة في الصخر بمنطقة بطراييش ، إضافة إلى البايا الرومانيّة واليونانيّة والصليبيّة المتناثرة هنا وهناك. كما توجد كتابات رومانيّة تحذّر من قطع الأشجار منتشرة في الوهاد الواقعة في مقاطعات العاقورة وتنّورين وقرطبا ، منقوشة على صخور ، خطّ فيها مرارا إسم أدريانوس (١١٧ ـ ١٣٨ م.) بحروف يبلغ ارتفاعها حوالى ٣٥ سم. ويعتبر باحثون أنّ القيصر أدريانوس قد زار مدينة جبيل ومعابد الزهرة في أفقا. وذكر رينان في كتابه" بعثة فينيقيّة" سنة ١٨٦٤ في كلامه عن قرطبا أنّ في