الإنسانيّة السامية ، وكان له تأثيره البالغ الأهميّة في تاريخ الانسانيّة ، والحدث الثاني جعل أرض قانا شاهدا على همجيّة الإنسان في نهاية الألف الثاني لميلاد السيّد المسيح. وتخليدا لشهداء المجزرة الإسرائيليّة البشعة في تلك الأرض المقدّسة ، ارتفع نصب للشهداء سيكون ناطقا أبدا على وحشيّة حكّام إسرائيل.
الإسم والآثار
فريحة ، كما حبيقة وأرملة ، ردّوا اسم قانا إلى الآراميّة"QENA أي العش. على أنّنا وجدنا أن معنى قانا الآراميّة لا يعني" العشّ" فقط ، بل يعني أيضا كلّ" مبيت" بما فيه" القرية" و" البيت" و" الموئل". كما وجدنا في المدوّنات أنّ قانا قد عرفت أيضا ب" كفر قانا" ، ومعنى الكلمة" مكان القرية". كما عرفت أيضا ب" جليل الأمم" ، وجليل كلمة تعني" الأكاليل". الورداني التي تشملها قانا ، أصل اسمها الآرامي WARD N YE أي" العاملون بالورد". غير أنّنا نفضّل ردّ الإسم إلى" ورد الماء ، أي صار إليه" ، الورداني : مكان ورود الماء. أمّا دباش ، فمن الآراميّة : DEB SH أي" الدبس".
من أهمّ آثار قانا مغاور محفورة في الصخر ، أقدمها مغارة معلّقة على كتف الوادي ، يقال إن السيّد المسيح حضر فيها عرس قانا الوارد في الأناجيل. لذا تنسب إلى قانا آية" عرس الجليل". ويروى أنّ في هذه المغارة اجترح السيّد المسيح الأعجوبة الأولى ، إذ تمّت معجزة تحويل الماء خمرا. وقد حفرت على الجدران الصخريّة للمغارة نقوش ورسوم مختلفة تمثّل الطفل يسوع ، وقصّة أليعازر الذي أحياه المسيح من القبر ، والمسيحيّين الأوائل ثمّ الرسل والعشاء السرّي ، ووجه العذراء وهي تحمل يسوع الطفل ، ونحت للسيّدة العذراء يرمز إلى الشفاء ، وقديما كانوا يصلّون ويتباركون من هذا