وزحلة لممارسة أعمالهم. فقد تأثّرت مشغرة سلبا وبشكل مباشر بالإحتلال الإسرائيلي لجزء من لبنان في العقدين الأخيرين من القرن العشرين ، وهي تقع على خطّ تماسّ مع المنطقة المحتلّة ، ما جعل الحكومة اللبنانيّة توليها اهتماما خاصّا دعما لصمود الأهالي فيها ، فكانت جملة مشاريع نفّذها مجلس الجنوب شملت المياه والكهرباء والطرقات والمجاري الصحيّة إضافة إلى بناء مستشفى حكومي ، كما تمّ إعفاء مشغرة وسائر قرى التماس في البقاع الغربي من دفع فواتير الماء والكهرباء ، وصدر قانون يسمح للمواطنين ببناء طوابق إضافيّة دون ترخيص ، فشكّلت هذه التدابير عامل تشجيع لأبناء البلدة كي يبقوا في أرضهم التي كثيرا ما كانت تتعرّض للقنص والقصف وشتّى ضروب الإعتداءات العسكريّة من قبل الإسرائيليّين. وقد أدّت أحداث الربع الأخير من القرن العشرين في لبنان إلى حصول تغيّرات ديموغرافيّة جديّة فيها ، فحتّى منتصف السبعينات كان المسيحيّون ، من كاثوليك وأرثذوكس ، يشكّلون نسبة ٦٥% من عدد السكّان مقابل ٣٥% من أبناء الطائفة الشيعيّة ، إلّا أنّ الأحداث قد تسبّبت في نزوح المسيحيّين من أبنائها ما أدّى إلى تغيّر جذريّ في هذه المعادلة ، ناهيك عن انتقال عشرات العائلات المسلمة التي نزحت عن بلدة ميدون المجاورة التي دمّرتها القوّات الإسرائيليّة إلى مشغرة ونزولها في بيوت المسيحيّين الغائبين من أبناء مشغرة. وفي ظلّ هذا الواقع بات المسيحيّون القاطنون في مشغرة لا يشكّلون سوى ٥% من الأهالي ، وتذكر تقديرات أنّ مجمل أبناء مشغرة المسجّلين بات لا يتجاوز نسبة ٣٠% من مجمل السكّان المقيمين فعليّا في ظلّ التنامي السكّاني الشيعيّ اللافت في مشغرة خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين. (مفيد سرحال)