الشرقي مقابل أفقا تقع المنيطرة ، هنا معصرتان للخمر مقدودتان في الصخر الواحد إزاء الآخر هما دنّان مقدودان في صفّ من الصخور على بعد مترين عن بعضهما الواحد ثماني أقدام مربّعة بعمق خمسة عشر قيراطا ينحرف قعره قليلا إلى الشمال بإتّجاه الدنّ الآخر الذي هو أربع أقدام مربّعة بعمق ثلاث ، هذه معصرة للنبيذ. لكنّه لم ير أثرا للكروم. ومن المنيطرة يصعد طريق من رأس المدرج إلى قمّة الحرف شمالي صنّين ثم يتفرّع إلى شعبتين تنحدر شعبة منها إلى البقاع ناحية بعلبك والشعبة الثانية ناحية زحلة ، وكانت في التقسيمات الإداريّة تنسب إليها جبّة المنيطرة الممتدّة من شاطىء البحر حتّى سطح الجرد ومن الفيدار حتّى نهر ابراهيم ، ولمّا احتلّها الصليبيّون أقاموا عليها أميرا منهم وجعلوها قلعة حصينة مستقلّة عن جبيل ، تهدّد البقاع دائما فهدّمها نور الدين زنكي ، ومنها زحف أمير طرابلس الصليبي سنة ١١٨٦ للإنضمام إلى جيش الملك بولدوين الرابع ، وفيها قتل سنة ١٥٩٣ الشيخ قانصوه حمادة. ولا تزال آثار قلعتها على الطريق الصاعد من رأس الوادي إلى البقاع ، وقد يكون البناء الباقي هو البرج الصغير الذي سميّت به تلك الناحية" وطا البرج" وقد سكن جبّة المنيطرة بعض اليعاقبة كما جاء في زجليّة إبن القلاعي.
ليس في المنيطرة اليوم أيّ عمران أو مجتمع ، بل مجرّد بقعة تحمل هذا الإسم ، تذكّر بحقبات صاخبة من التاريخ.