جبيل بعد مسير نحو عشرين كيلومترا. وقد جرّ الرومان مياه هذا النهر إلى جبيل. وبني في عهد المتصرّف واصا باشا جسر لنهر ابراهيم لمرور العربات فهدّمته المياه فاستأنف العمل نعّوم باشا ورفع جسرا من حديد سنة ١٨٩٤ ، وفي عهد الجمهوريّة اللبنانيّة بنيت له جسور حديثة في أمكنة عدّة.
أمّا تسمية النهر قديما بإسم أدونيس فمردّها إلى الميثولوجيا القائلة بأنّ الإله الشابّ قد خرج في بعض الأيّام يتصيّد في غابات لبنان المشرفة على جبيل فوثب عليه خنزير برّي ومزّق جسمه. ولحمرة مياه النهر في فصل الشتاء بسبب جرف التربة ، اعتبروا أنّ الحمرة إنّما سببها دم أدونيس المسفوك ، فنسبوا النهر إليه ، وكانوا ينوحون في ذكرى وفاته على ضفّتيه ، وفي قرية الغينة من فتوح كسروان المطلّة على النهر إلى يومنا صورة منقوشة على الصخر تمثّل شابا يفترسه وحش كاسر وتجاهه امرأة في هيئة الحزن. وتطوّرت عبادة الإله الذي كان يعرف باسم أدون وسمّاه الإغريق أدونيس ، كما ذكرنا التفاصيل في فصل أفقا.
الإسم والآثار
ينسب التقليد الاسم الحاليّ للنهر إلى إبراهيم ، إبن أخت البطريرك مار يوحنّا مارون ، وينسب إليه بناء جسر على النهر قرب الشاطئ بقنطرة واحدة لا يزال قائما إلى اليوم. ومنطقة نهر ابراهيم غنيّة بالمعالم الأثريّة الظاهرة والمطمورة ، منها الجسور والطواحين المتعدّدة العهود ، كما وجدت في مغاور نهر ابراهيم بقايا أثرية لإنسان العصر الحجري ، ما يفيد عن أنّها شهدت نشاطا حضاريّا منذ أقدم العصور. وقد اعتبر بعض الباحثين أنّ أرض نهر ابراهيم هي بالي بيبلوس PALAEBYBLOS أي : ضاحية جبيل ، أو جبيل