الأبحاث الأثريّة المدونّة ، مع أنّ هذه القرية تغمر تحت أتربتها وجلاليها مدينة كاملة ، ببيوتها وكنائسها ومعاصرها ورماد حضاراتها المحروقة. ولا يخلو صخر من صخورها العملاقة من أثر لنشاط إنسان ، تتعدّد مراحل حضاراتها بين فينيقيّة ورومانيّة وصليبيّة وعربيّة ، وربّما كانت تلك المغاور والكهوف المحفورة في صخور الميّاسة عند أسفلها المغتسل بنهر الصليب ، ربّما كانت مسكنا لإنسان العصر الحجريّ القديم ، وبذلك تكون الميّاسة قد بقيت مأهولة منذ أقدم زمن لظهور الإنسان على أرض لبنان حتّى اليوم ، ومع هذا ، فإنّها ما زالت مجهولة في هذا المضمار ، ومغمورة التاريخ كما تغمر الأتربة فيها بقايا التاريخ.
ومن آثار عهود المردة والصليبيّين ، كنيسة ، أو قلعة ، كانت قائمة في وسط القرية ، لم يبق منها اليوم سوى مدماكين فوق الأساس ، يستدل من حجارتها لما هي عليه من ضخامة ، أنّها قد بنيت لتكون مركز تحصّن واحتماء ، ولا ندري إذا كانت الكنائس تبنى بهذا الحجم الضخم من الحجارة ، غير أنّ ذلك الأثر الرابض تحت سنديانة يقدّر عمرها بألف سنة ، يعرف بكنيسة السيّدة ، سيّدة البستان ، والبستان لا يزال موجودا ، حيث مزار حديث العهد بناه الأهلون إيمانا منهم بأنّه كان في المكان كنيسة ، غير أنّه ليس هنالك ما من شأنه أن يثبت صحّة هذا التقدير. الكنيسة الأثريّة التي ولا شكّ في أنّها كانت كذلك ، هي تلك التي بنيت على أنقاضها كنيسة مار يوسف الحاليّة.
عائلاتها
موارنة : الجميّل. حلو. الراعي. سبعلي. الشدياق. مرعب.