الذي كان أقلّ شناعة من المذاهب الأخر ، (١) ثم لما ظهر له من مناظرة ولد صدر جهان البخاري الحنفي (٢) مع المولى نظام الدّين عبد الملك المراغي الشافعي (٣) بطلان كلا المذهبين ، واطّلع على مجمل من حقيقة مذهب الشيعة في البين ،
__________________
(١) وذلك لاخذ الشافعي عن جماعة من أهل البيت وبنى السبطين مضافا الى انتهاء نسب الشافعي الى آباء النبي الأكرم وكونه من قريش ، وارتضاعه من ثدي كانت موالية لآل الرسول صلىاللهعليهوآله ، ومن هذا الباب تراه من المتفادين للعترة في ولائه ، وقريبا لهم في الفقه والفروع ، فكم له من منظومات في مديحهم والثناء عليهم أوردها الثقاة في كتبهم وممن نقل ذلك العلامة السيد ابو بكر بن الشهاب العلوي الحضرمي في كتابه رشف الصادي في فضائل بنى النبي الهادي الشبلنجي المصري في النور. وصاحب الاسعاف. ومؤلف المطالب وغيرهم من اعلام القوم.
(٢) هو صدر الشريعة عبيد الله بن مسعود بن تاج الشريعة الحنفي البخاري المتوفى ٧٥٠ شارح الوقاية في الفقه الحنفي ومصنف كتاب تنقيح الأصول في اصول الفقه وغيرهما من الكتب والزبر
(٣) هو المولى الفاضل نظام الدين عبد الملك الشافعي المراغي نسبة الى (مراغة) آذربايجان (لا مراغة مصر) وكان المترجم من أعيان عصره في الفضل والعلم ومن أجلة الشافعية في عصره وله تآليف وتصانيف كثيرة منها (التوضيح تصدى فيه لشرح كتاب الام للشافعي لم يتمه) (وكتاب المشيخة) ذكر فيه طرقه وأسانيده وجرت بينه وبين صدر جهان البخاري الحنفي مناظرات وكان البخاري شديد العصبية لأبي حنيفة وعلى الشافعي والمراغي بالعكس فذكر كل منهما مثالب امام الآخر والفتاوى الغريبة التي تستمجها الطباع المعتدلة من فتيا الإمامين وكان هذا الباعث على انزجار طبع السلطان من مذهب الرجلين فلما آل الأمر الى هنا امر الملك بإحضار علماء سائر فرق المسلمين من المالكية والحنابلة والزيدية والشيعة الامامية ، فأشخص من الحنابلة (الشيخ مجد الدين الدمشقي وحماته) ومن المالكية (الشيخ تاج الدين المصري وحماته) ومن الزيدية (السيد محمد أبي المجد وغيره) ومن الامامية مولانا (الشيخ جمال الدين العلامة الحلي) وجرى