وركن الدين المتسيد الموصلي (١) والمولى نظام الدين (٢) المذكور وغيرهم من المولى والصدور ولم يتعرّض هؤلاء الأفاضل الأنجاب لذلك الكتاب المستطاب ، مع اشتماله على قدح أسلافهم وأجلّتهم ، ونقض ما اعتمدوا عليه من أدلتهم حذرا عن ظهور زيادة لجاجهم واعوجاجهم ، وحياء عن إطّلاع النّاقدين على قصور عيار احتجاجهم.
ثّم لما وصل ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه (٣) إلى نظر الفضول السّفيه ، المعدود في خفافيش ظلمة العمى وخوافيه ، فضل بن روزبهان (٤) الذي يخرج فضلته من فيه
__________________
كشن محل بما وراء النهر قريب من بلدة كش التي هي من أعمال سمرقند ، ومنه شيخنا الكشي الرجالي الشهير الذي من بتأليفه علينا وكتابه المعروف بالمختار من رجال الكشي من أمهات كتب الرجال التي عليها التعويل والاعتماد ثم ان بما وراء النهر بلد آخر سمى (كش) بضم الكاف واليه تنسب جماعة فلا تغفل.
(١) هو ركن الدين الحسيني العبيدلي الأعرجي من ذرية نقباء الموصل العبيدليين وكان ذا فضل وقريحة له تصانيف وتآليف وكان يدرس في بغداد مدة ، وفي الموصل ثم اتصل بالسلطان شاه خدا بنده وصار في علماء دولته السنية وجرت بينه وبين مولانا العلامة مناظرات وكانت الغلبة للعلامة والرجل كان من المتعصبين في المذهب وله حاشية على الكشاف ثم ليعلم انه غير السيد ركن الدين الجرجاني نزيل الموصل فانه كان شيعيا وغير السيد ركن الدين الشيرازي الحسنى الحنفي صاحب رسالة المنطق وغير السيد ركن الدين البغدادي نزيل الموصل الحنبلي المذهب فلا تغفل.
(٢) قد مرت ترجمته فلاحظ.
(٣) اقتباس من قوله تعالى في سورة البقرة الآية ٢ : (ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ).
(٤) بكسر الباء الموحدة. وقد مرت ترجمة الفضل في المقدمة.