فأشرق نورهم سنيّا ، ووفقهم لكشف الحقّ والتزام نهج الصّدق (١) ، فلم يزل كانوا للحقّ شيعة (٢) ، وللصّدق وليّا ، نحمده حمدا كثيرا طيّبا زكيّا (٣) ، ونشكره شكرا لا يزال غصنه بالزّيادة جنيّا (٤) ، ونشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له شهادة نكرّرها بكرة وعشيّا (٥) ونسلك بها صراطا سويّا (٦) ونشهد أنّ سيّدنا محمّدا عبده ورسوله الذي ارتضاه صفيّا (٧) وقرّبه نجيّا (٨) واختار له ابن عمّه وكاشف غمّه (٩) وصيّا ووليّا ، فأمّره يوم الغدير بالنّصّ في شانه نصّا جليّا ، قائلا : من كنت مولاه فمولاه هذا عليّا (١٠) صلىاللهعليهوآله صلاة ينال بها
__________________
(١) فيه لطف وإيماء الى كتاب المصنف آية الله العلامة «قده».
(٢) أريد بها الاتباع.
(٣) من الهوا جس والشوائب والرذائل
(٤) من جنى بمعنى اقتطف ومنه قول الشاعر :
هذا جناي وخياره فيه |
|
وكل جان يده الى فيه |
(٥) في الصلوات اليومية وغيرها.
(٦) إيماء الى قوله تعالى في سورة مريم. الآية ٤٢ : (فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِراطاً سَوِيًّا).
(٧) إشارة الى ما في خطبة الزهراء عليها الصلاة والسلام في المسجد بمعشر من المسلمين.
(٨) إيماء الى قوله تعالى في سورة مريم. الآية ٥١ : (وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا).
(٩) بنصرته في الغزوات ووفاء دينه وأداء ما حمله من وصيته.
(١٠) الظاهر أن يكون عليا في هذا التركيب علما ، ووجه حاليته مع كونه غير مشتق كونه كالبسر في قولهم : هذا بسرا أطيب منه رطبا ، لأنه يدل على صفة هي العلو ، كما أشار اليه الفاضل التفتازاني في شرح التلخيص عند التمثيل لا يراد المسند اليه علما لتعظيم أو اهانة بقوله : ركب على وهرب معاوية فان عليا يدل على العلو ومعاوية على عوى الكلب. ويحتمل أن يكون صفة بمعنى العالي والرفيع وح لا إشكال في الحالية ويتضمن إشارة لطيفة الى ما روى من أن النبي صلىاللهعليهوآله عند ما قال في شأن امير المؤمنين عليهالسلام قوله :