بهم رواة الطرفين ، واتّفاق البعض ليس بحجة فالتّابع له يكون خارجا عن ربقة أهل النجاة ، ولا سبيل إلى الثاني أيضا وإلّا لاستحال المتابعة والإطاعه ، ولزم أيضا تأخير البيان عن وقت الحاجة (١) ولا إلى الثّالث : بأن يراد أىّ بعض كان كما يتراءى من روايتهم عنه صلىاللهعليهوآله : أصحابي كالنّجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم (٢) إذ على تقدير صحّة الرّواية يلزم منها أنّ كلّ من اتّبع قول بعض الجهّال بل الفسّاق والمنافقين منهم وترك العمل بقول بعض العلماء الصالحين منهم يكون من أهل النجاة ، وهو بديهىّ البطلان ، وايضا يلزم أن يكون التّابع لقتلة عثمان والذي تقاعد عن نصرته تابعا للحقّ ، وأن يكون أتباع عائشة وطلحة وزبير ومعاوية الذين بغوا وخرجوا على على عليهالسلام وقاتلوه ، على الحقّ ، وأن يكون المقتول من الطرفين في الجنّة. ولو أنّ رجلا حارب معاوية مثلا إلى نصف النّهار في نصرة عليّ عليهالسلام ، ثمّ عاد في نصفه وحاربه عليهالسلام في نصرة معاوية لكان في الحالين جميعا مهتديا للحقّ ، والتوالي بأسرها باطلة ضرورة واتّفاقا ، فتعيّن الرّابع وهو أن يكون المراد بعضا معيّنا ، ولا بدّ أن يكون ذلك المعيّن متّصفا بمزايا العلم والكمال ليكون متابعته وسيلة إلى النّجاة وذريعة إلى الفوز بالدرجات ، إذ على تقدير التّساوي يلزم الترجيح بلا مرجّح ، والمخصوص بهذه الأوصاف من بين الصّحابة هو عليّ وأولاده المعصومون عليهمالسلام ، كما سيتضح في بحث الإمامة ، ولا نزاع في أنّ من كان تابعا لهم
__________________
(١) على أن بيعة المبهم مما لا تصدر عن ذى مسكة ومن له أدنى مراتب الإدراك كما لا يخفى.
(٢) هذه الرواية ضعفها بعض علماء القوم بوجود الوضاعين في طريقه وفي إحدى أسانيده المغيرة بن شعبة وأبو هريرة وابن أشته وأضرابهم من الصحابة والتابعين وغيرهم المرميين بالضعف والوضع والتدليس ونحوها من العيوب ، ومن راجع في المظان صدق ما قلناه.