يبدأ المؤلف موفق الدين بن عثمان بمقدمة يذكر فيها ما ورد عن جبل المقطم وروّاده ، وفضل جبانته ، والمقبور فيه من الصحابة ، والمساجد المشيدة عليه وأوديته ومساجد الوادى ؛ ثم يضمن مقدمته فصولا فيما ورد فى زيارة القبور من الآثار ، واستماع الميت للحى إذا تولى عنه ، وكراهة المشى على القبور فى النعلين ، وفيما يقول الزائر إذا خرج إلى المقابر ... ثم يطنب فى ذكر آداب زيارة القبور ، ويختم المقدمة بالكلام عن إكرام الله تعالى بعض أوليائه بدوام طاعته فى قبورهم ، وغفرانه لآخرين بأمور لحقتهم بعد وفاتهم.
أما صلب الكتاب فيتضمن ذكرا مفصلا لما تشتمل عليه القرافة من قبور الأبرار : فيسرد أكثر من مائتى قبر ، يحدد موقع كل قبر منها ، ويصف ما به من نقوش ، ويسجل ما كتب على الشاهد ، ويصف الخط الذي كتبت به ، ويورد ما جاء من وصف للقبر فيما سبقه من مؤلفات ، ويقدم لذلك كله بترجمة لصاحب القبر ، ووصف لخلاله ومزاياه ، ويستقصى ما ورد عنه من حكايات وشعر وكرامات ، وهو فى ذلك كله مؤرخ يتحرى الدقة فيما يورده من أخبار ، فيناقشها ، ويقارن بينها لكى يصل إلى الصحيح منها ، ويؤيدها بالآيات القرآنية ، والأحاديث النبوية الشريفة ، وروايات المؤرخين إن وجدت.
ومن القبور التى أطنب المؤلف فى وصفها وذكر خلال أصحابها قبور من دفن فى سفح المقطم من الصحابة ، رضى الله عنهم : عمرو بن العاص ، وعقبة ابن عامر ، وعبد الله بن الحارث ، وأبو بصرة الغفارى ، ومسلمة بن مخلد الأنصارى. ومن قبور الأبرار ، والصالحين قبر السيدة نفيسة بنت الحسن ابن زيد ، والشريفة فاطمة ، والشريف الهاشمى ، وابنته السيدة زينب ، والأشراف من آل طباطبا ، ويحيى الشبيه ، والإمام الليث بن سعد ، والإمام الشافعى ، وذى النون المصرى ، وأبى الحسن الدينورى ، وعمر بن الفارض ، وعبد الله ابن لهيعة ، وأبى القاسم الشاطبى ، والإمام ورش المدنى.
والحق أن القارئ لهذا الكتاب يجد متعة تدفعه بشدة إلى الاستمرار فى