ومثل بعض ألفاظ الدعاء ؛ ومنها (١) : سلام ـ ويل ؛ فى نحو : سلام على الأحرار ، وويل للجبناء.
* * *
حكم الناسخ ومعموليه من ناحية التقديم والتأخير :
لا ترتيب فى هذا الباب بين الناسخ ومعموليه ؛ فيجوز ـ لغرض بلاغى ـ أن يتقدم عليهما معا ، أو يتأخر عنهما ، أو يتوسط بينهما. لكن يترتب على كل حالة أحكام سيجىء تفصيلها قريبا (٢). فمثال تقدّم الناسخ عليهما : يظنّ الجاهل السراب ماء. ومثال تأخره عنهما : السراب ماء يظن الجاهل. ومثال توسطه بينهما : السراب يظن الجاهل ماء ، أو : ماء يظن الجاهل السراب.
أما الترتيب بين المفعولين وتقديم أحدهما على الآخر دون الناسخ فحكمه حكم الترتيب بين أصلهما المبتدأ والخبر قبل دخول الناسخ عليهما ؛ فما ثبت لأصلهما يثبت لهما من غير اعتبار لوجود الناسخ. ويترتب على هذا أن يكون المفعول الأول واجب التقديم على المفعول الثانى فى كل موضع يجب فيه تقديم المبتدأ على الخبر ، وأن يكون المفعول الثانى واجب التقديم على المفعول الأول فى كل موضع يجب فيه تقديم الخبر على المبتدأ ، وأن يكون تقديم أحدهما على الآخر جائزا فى كل موضع يجوز فيه تقديم المبتدأ أو الخبر بغير ترجيح. فلا بد من مراعاة الأصل (٣) فى ناحية التقديم والتأخير ، وتطبيقه على الفرع تطبيقا مماثلا. ففى مثل : حسبت أخى شريكى ، يجب الترتيب ؛ بتقديم المفعول الأول وتأخير الثانى ؛ منعا لوقوع لبس لا يمكن معه تمييز الأول من الثانى ؛ فيلتبس المعنى تبعا لذلك. وفى مثل : علمت الكلب حارسا أمينا ، يجب تقديم المفعول الثانى عند إرادة الحصر فى الأول ؛ فنقول : ما علمت حارسا أمينا إلا الكلب. أى : أنه لا حارس أمينا سواه. وفى مثل : ظننت القطّ البرّىّ (٤) ثعلبا ، يجوز تقديم المفعول الثانى ؛ فتقول :
__________________
(١) الكثير فى اللفظين الآتيين الرفع على الابتداء ، ولا مانع من النصب على اعتبار آخر ؛ كما سيجىء البيان فى ص ٢١٨.
(٢) فى ص ٣٧.
(٣) سبق إيضاحه فى الجزء الأول (ص ٣٦١ م ٣٧) عند الكلام على مواضع تأخير الخبر.
(٤) الصحراوى غير الأليف.