زيادة وتفصيل :
من الإضافة التى على معنى : «من» إضافة الأعداد إلى المعدودات ؛ نحو : اشتريت أربعة كتب. ويدخل فى هذا النوع إضافة العدد إلى عدد آخر ؛ نحو : عندى من الكتب ثلاثمائة (١).
ومنها : إضافة المقادير إلى الأشياء المقدّرة ؛ نحو : بعت فدان قطن.
وإذا كانت الإضافة على معنى : «من» جاز فى المضاف إليه أوجه إعرابية أخرى ، فيجوز أن يعرب بدلا ، أو عطف بيان ، وتزول بوجودهما الإضافة وتكون حركة آخره تابعة لحركة المتبوع الذى كان مضافا فى الأصل. كما يجوز أيضا ـ إن كان نكرة ـ نصبه على الحال أو التمييز بعد الاستغناء عن الإضافة ؛ ففى مثل : هذه ساعة فضة ، يصح إعراب : «فضة» مضافا إليه مجرورا ، والمضاف هو كلمة : «ساعة» ـ خبر مرفوع ، مجرد من التنوين. ويصح فى كلمة : «فضة» إعرابها بدلا ، أو عطف بيان ، فتكون مرفوعة ، تبعا لكلمة «ساعة» المرفوعة ، والتى يجب أن يرجع إليها التنوين فى هذه الصورة بعد زوال الإضافة. ويصح أيضا إعراب كلمة : «فضة» حالا أو تمييزا ؛ فيجب نصبها كما يجب تنوين كلمة : «ساعة» فى هذه الصورة أيضا ، بعد زوال الإضافة.
ولكل صورة إعرابية من الصور الصحيحة السالفة معنى يختلف عن الآخر ؛ لأن المعنى الذى يؤديه البدل أو عطف البيان يغاير ما يؤديه الحال أو التمييز ، وكذا ما يؤديه هذان ...
* * *
__________________
(١) عرفنا أنهم اشترطوا فى الإضافة التى على معنى : «من» أن يكون المضاف إليه جنسا للمضاف ... ، وأن يصح وقوع المضاف إليه خبرا عن المضاف. لكن هذا لا يتحقق فى إضافة العدد للعدد ؛ إذ لا يصح أن يقال : «الثلاث مائة ...» غير أنهم قالوا إن إضافة العدد للعدد هى على معنى «من» ولا يضر عدم صحة الإخبار فى الظاهر ؛ لأن المراد بالمضاف إليه هنا الجمع فيشمل المضاف. فالمقصود من المائة (وهى المفرد المضاف إليه) المئات ؛ فكأنك تقول : الثلاث مئات ... وبهذا التأويل يتحقق الشرط السالف.
وقد يقال : لا داعى للتأويل والتقدير ما دامت العرب قد نطقت بهذا ...