زيادة وتفصيل :
ا ـ فى هذا الجزء أبواب خاصة بالمشتقات ، لكل منها باب مستقل شامل ، وسنكتفى هنا بلمحة موجزة تناسب ما نحن فيه ، ولا تغنى عن الرجوع إلى تلك الأبواب.
اسم الفاعل : اسم مشتق ، يدل على أمرين معا : (معنى مجرد ، وصاحب هذا المعنى). ولا بد فى اسم الفاعل أن يشتمل على حروف مضارعه الأصلية ، وأن يماثله فى ترتيبها ، وترتيب حركاتها ، وسكناتها ؛ مثل : قاعد ويقعد ـ ذاهب ويذهب ـ منصت وأنصت ـ متعلم ويتعلم ... وهو يفيد حدوث معناه ، ولا يفيد الدوام أو الثبوت ، إلا إذا تخلى عن دلالته الخاصة ، وانتقل إلى اختصاص آخر ؛ هو : اختصاص «الصفة المشبهة». وهى : اسم مشتق ؛ يدل على أمرين معا : (معنى مجرد ، ولكنه ثابت دائم ، أو كالدائم ، وصاحب هذا المعنى). فدلالتها على الزمن شاملة أنواعه الثلاثة ، بسبب ذلك الدوام (١) ، ولا بد أن تشتمل على الحروف الأصلية لمضارعها ، ولكنها ـ فى الغالب ـ لا تماثله فى ترتيب الحركات والسكنات إلا إذا كانت فى الأصل اسم فاعل أريد به الدوام (٢). فمثال الصفة المشبهة الأصيلة : فرح ويفرح ـ حسن ويحسن ـ بليغ ويبلغ ... ومثال الصفة المشبهة التى كانت فى أصلها اسم فاعل يفيد الحدوث ، ثم أريد بها الدوام والثبوت بعد ذلك ، كلمة : باسم ـ مشرق ـ محارب ؛ فى مثل : فلان باسم الثغر ـ مشرق الوجه ـ محارب الطغيان.
وإذا كانت الصفة المشبهة دالة على ثبوت معناها ودوامه ، ـ غالبا ـ ، فإن زمنها بمقتضى هذه الدلالة لا بد أن يشمل ـ كما سبق (٣) ـ الماضى ، والحال ، والمستقبل. فكيف تكون إضافتها «غير محضة» ، مع أننا اشترطنا فى «غير المحضة» : أن يكون الزمن فيها الحال ، أو الاستقبال؟.
الحق : أن إضافتها قد تكون محضة فى بعض الصور ، وغير محضة فى
__________________
(١) كما سبق فى ص ٢٩.
(٢) كما سيجىء فى هامش ص ٢٣٨ وفى ص ٢٤٢ و٣٠٨.
(٣) فى هذه الصفحة وكذا فى ص ٢٩ حيث الإيضاح.